أجرى الرئيس المصري حسني مبارك محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، في اليوم الثاني من زيارته الرسمية للولايات المتحدة، تمهيداً لاجتماعه غداً مع الرئيس بيل كلينتون، والذي سيركز على كيفية التحرك لدفع عملية السلام في اطار ما وصفه مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك ب"الشراكة الاستراتيجية" التي تربط واشنطن والقاهرة. واستمر امس تركيز الأضواء على رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك والكلام على فرصة جديدة لدفع عملية السلام بعد ان يتسلم مقاليد الحكم. فأشاد مبارك بباراك، ووصفه في مقابلة مع شبكة "سي. إن. إن" بأنه "رجل طيب يحمل وعوداً"، فيما نوه انديك بالتصريحات الاخيرة للرئيس حافظ الاسد التي وصف فيها باراك بأنه صادق وملتزم السلام. وأعرب مبارك عن الأمل بالتمكن من "تحسين الوضع والأجواء بين الاسرائيليين والعالم العربي". وقال ان باراك قد يحرز تقدماً في العملية "المهمة جداً للاستقرار في المنطقة، خصوصاً انه يؤمن بالسلام". ورأى انديك في مؤتمر صحافي عقده امس لمناسبة زيارة الرئيس المصري ان التصريحات الاخيرة التي نقلها الكاتب والصحافي البريطاني باتريك سيل عن الرئيس السوري حافظ الأسد اظهرت مدى رغبة دمشق في التوصل الى سلام شامل مع اسرائيل. وزاد ان ما لفت الأنظار اشادة الأسد بباراك ووصفه اياه بأنه صادق وملتزم السلام. واضاف انديك: "اعتقد ان ذلك يشكل اشارة الى رغبته الرئيس الاسد في التعاطي مع رئيس الوزراء المنتخب باراك". وذكر ان واشنطن تلقت اشارات ورسائل اخرى ناهيك عن الحوار القائم مع دمشق مما "دفعنا الى الاعتقاد بأنه الرئيس الاسد راغب في التعاطي مع الحكومة الجديدة في اسرائيل على امل تحقيق السلام الشامل". وشدد انديك على اهمية تنفيذ الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اتفاق "واي ريفر"، كون ذلك سيبعث برسالة ايجابية الى جميع المعنيين ويفتح الباب امام استئناف المفاوضات على كل المسارات. ونبّه الى ان تنفيذ اتفاق "واي" سيشكل "اكبر تدبير" لبناء الثقة بين الاطراف. ولفت المسؤول الاميركي الى اهمية زيارة مبارك لواشنطن، واعتبر ان للولايات المتحدة ومصر "مصلحة ورؤية مشتركتين" في المنطقة وانهما ترغبان في تعزيز السلام والازدهار والاستقرار هناك. وقال ان مصر كانت دائماً حليفاً وشريكاً للولايات المتحدة سواء لجهة العمل معاً لتحقيق "السلام الشامل او مواجهة التهديدات ضد الاستقرار في المنطقة من جانب الرئيس صدام حسين". وأشار انديك الى ان زيارة مبارك تأتي في وقت مهم وقبل مجيء باراك الى واشنطن، وان كلينتون سيتشاور مع الرئيس المصري في شأن كيفية العمل لدفع عملية السلام الى امام وعلى كل الجبهات، بهدف تحقيق السلام الشامل. وأعرب عن الأمل بأن تزداد حرارة العلاقات المصرية - الاسرائيلية كون ذلك "سيساعد في انجاح المفاوضات على كل المسارات". وكرر معارضة واشنطن الاجتماع المزمع عقده في جنيف في 15 تموز يوليو المقبل للبحث في اتفاقية جنيف الرابعة حول حقوق المدنيين تحت الاحتلال، داعياً الى تأجيل الاجتماع خصوصاً انه يأتي في وقت تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. يذكر ان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى كان اعلن ان زعماء المنظمات اليهودية الذين اجتمعوا مع مبارك الاثنين، دعوا الى تأجيل اجتماع جنيف. وقال ان موقف مصر لا يعارض التأجيل اذا اتخذت اسرائيل اجراءات لوقف النشاطات الاستيطانية في جبل ابو غنيم. الى ذلك اكد انديك ان الحكومة الاميركية تلقت تأكيدات من الحكومة المصرية بأن قانون الجمعيات الأهلية الجديد في مصر لن يؤثر في نشاطات هذه الجمعيات. واعتبر ان حادث "الكوش" لم يكن طائفياً بل كان سببه تصرفات سيئة من قبل رجال شرطة، لافتاً الى ان واشنطن حضت الحكومة المصرية على اجراء تحقيق تكون له صدقية.