لم يكن احد يتوقّع من نواب "كتلة القرار الوطني" برئاسة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ولا من النواب حلفائه، حسب مصادر الكتلة، ان يذهبوا في مناقشتهم الى ما قالوه، خصوصاً بعدما دخلت دمشق على خط التهدئة من خلال الزيارات التي قام بها مساء الاحد الماضي وفد عسكري سوري رفيع ضم قائد القوات السورية العاملة في لبنان العماد ابراهيم صافي ورئيس جهاز الامن والاستطلاع فيها اللواء الركن غازي كنعان لعدد من كبار المسؤولين على رأسهم رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص. وعلى رغم ان ما دار بين الوفد السوري وكبار المسؤولين بقي طي الكتمان، اكد احد نواب الكتلة ل"الحياة" ان تدخل دمشق جاء في وقته، وأدى الى قطع الطريق على "مفاجآت" سياسية غير متوقعة. وأضاف ان الحص اقتنع بعدم طرح الثقة في نهاية الجلسات في حال صعّد النواب موقفهم في مقابل مبادرتهم - اي النواب - بمناقشة الموازنة في هدوء لا يمنعهم من تسجيل ملاحظاتهم على اداء الحكومة. ولفت النائب الى ان الحريري كان في صورة اجواء التهدئة وقد تبلغها من بري وأبدى استعداده للسير فيها. الا ان سقوط الهدنة - على حد قول النائب - يعود الى مبادرة وزير المال جورج قرم بشن هجوم قاس على الحكومات السابقة، وتبعه النائب روبير غانم - وهو صديق للحريري - بهجوم آخر لم يكن في حاجة اليه لتبرير تأييده للحكومة. وأعرب النائب عن اعتقاده ان من اسباب التصعيد قيام جهة ما، في اليوم الاول للجلسات بتوزيع معلومات عبر "أنترنت" مرفقة بصور عدد من الوزراء السابقين تحدثت عن استئناف ملاحقتهم امام القضاء. وفي تقديره ان كل هذه الامور اسهمت في تلبد الاجواء الى جانب غياب الحوار بين الحكومة والمعارضة التي قررت ان تخوض الحوار على طريقتها بعدما احجمت السلطة التنفيذية عن الاستماع اليهم، ما اضطر عدداً من النواب الى ادخال تعديلات على مداخلاتهم. على كل حال اعتبر مراقبون للجلسات ان ما قيل ادى الى تنفيس الاحتقان السياسي وان كان البعض فوجئ بما قاله عدد من النواب.