سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللاعبون الكبار يتنافسون على سوق إنترنت المؤسسية في الخليج . شركات الكومبيوتر تدعو إلى توسيع قاعدة استخدام إنترنت لدفع سوق التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون
تجد الشركات العالمية الكبرى في سوق الخليج مجالا رحبا لنمو عملياتها في سوق إنترنت الموجهة للمؤسسات الكبرى وخدماتها المتخصصة الموجهة لموفري خدمات إنترنت. وقال مسؤولون في هذه الشركات التقتهم "الحياة" إن منطقة الخليج تعتبر من أكثر الأسواق ديناميكية وإثارة، خصوصاً في قطاعات الأعمال الموجهة للأعمال، وتلك الموجهة للعملاء. واتفق متحدثون من كل من نوفيل وآي بي أم وأوراكل وصن ومايكرسوفت وكومباك التقتهم "الحياة" في دبي على أن سوق إنترنت بقطاعاتها المختلفة في الخليج مهيأة للنمو، وعلى الأخص إذا توفرت لها عوامل التشجيع محليا في المجالات التشريعية والرسمية وكذلك لجهة البنية التحتية. وأجمع المتحدثون على أن أبرز عوامل تنمية سوق إنترنت في المنطقة يكمن في تغذية عوامل المنافسة المحلية في تقديم خدمات إنترنت وزيادة نسبة استخدام الشبكة لدى الجمهور، ما يعتبر عاملاً رئيساً في دعم قطاعات تطبيقية في السوق كالتجارة الإلكترونية. واعتبر محدثونا أن هناك فرصاً واسعة للنمو في المنطقة أبرزها في التطبيقات العمودية لاستخدام إنترنت كالتجارة الإلكترونية. ولفتوا في هذا الجانب إلى أهمية تهيئة المناخات المناسبة لنمو السوق، كإعادة النظر في بعض التشريعات، وتطوير البنية التحتية في بعض الدول. ونشير هنا إلى أن الشركات التي استطلعنا آراءها هنا تكاد تكون تعمل في قطاعات مستقلة من سوق إنترنت المؤسسية في الخليج، لعوامل أهمها حجم السوق نفسها التي لا تتيح تنافساً عالياً في قطاعات ذات تخصص تقني عال. ونعرض في ما يلي أهم القضايا التي طرحتها الشركات المعنية كل في اختصاصه. نوفيل مع أن جافن ستروثرز، مدير نوفيل في الشرق الأوسط، يرى أن سوق إنترنت في الخليج لم تنضج بعد إلى المستوى المطلوب، فإنه لا ينكر أن شركته حققت اختراقات تسويقية مهمة في هذه السوق، وعلى الأخص منذ طرحها للإصدار الخامس من نيت وير. وهو يعتبر هذه الاختراقات دليلاً على أن السوق تنمو في الاتجاه التقني الصحيح، مدركة أهمية وجود دعم محلي لبروتوكول إنترنت، وخدمات الأدلة، وهما من ميزات نيت وير. ويقول ستروثرز إن السوق مع ذلك هي التحدي الأكبر أمام الشركات الموفرة لتقنيات إنترنت. فهي في جانب ليست في الحجم المطلوب، وعلى الأخص من ناحية عدد المشتركين والمستخدمين وحجم الأعمال المتصلة بشبكة إنترنت. وهي في جانب آخر ضعيفة في تقنيات التسويق، خصوصاً بسبب وجود أعداد كبيرة من وكلاء البيع الذين لا يستوعبون فكرة توزيع منتجات تقنية المعلومات بشكل سليم. وتمثل السوق السعودية بالنسبة لمدير عام نوفيل مثالا على أهمية البنية التحتية وتطويرها. فهو يقول إن عدم كفاية البنية التحتية لشبكة إنترنت في المملكة أعاقت تلبية احتياجات عدد كبير من الأعمال للاتصال بالشبكة. مثلما أنها أعاقت أيضا الاستفادة بشكل منتج من تقنيات إنترنت، كما في حالة الشبكات الخاصة الافتراضية VPN التي لا تتيح البنية التحتية في المملكة الاستفادة منها بعد بسبب مشاكل سعة البث. وتعتبر هذه الشبكات بديلاً رخيصاً وقليل الكلفة وأكثر كفاءة قياسا بالخطوط المؤجرة leased lines. ومع أن ستروثرز يرى أن المنافسة في سوق إنترنت الخليجية أمر صحي ومطلوب، إلا أنه يوجه نصيحة ثمينة لمديري الشركات المنافسة عندما يقول: إن هنالك أعمالا تكفي للجميع! أوراكل تنظر أوراكل إلى سوق إنترنت في الخليج من زاويتين، الأولى ساكنة تتمثل في الاستخدامات الأفقية للإنترنت، وهي سوق لا تزال بحاجة إلى مزيد من التوعية. والثانية ديناميكية تتمثل في الاستخدامات العمودية والمتقدمة للإنترنت وعلى الأخص تلك التي تتضمن تفاعلاً مع الجمهور ومنهم، كما في حالة الخدمات البنكية على الشبكة. وفي الحالين تعتبر الشركة نفسها رائدة، نظراً لكونها الشركة الوحيدة التي تقدم نظما لإدارة قواعد بيانات الويب في المنطقة. ويقول أيمن أبو سيف مدير التسويق والحلول التقنية في الشركة إن من أهم العوامل المؤثرة في نمو سوق إنترنت في الخليج، وفقا لهذه المعطيات، النمو المتزايد في أعداد مشتركي إنترنت، وتزايد مبادرات وتطبيقات التجارة الإلكترونية في المنطقة. ودعا أبو سيف الهيئات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تحسين الظروف التنافسية في تقديم خدمات إنترنت، لما لذلك من أهمية في زيادة عدد المشتركين، وبالتالي تنمية السوق نفسها، وعلى الأخص عند الحديث عن آفاق تطبيقية كما في حالة التجارة الإلكترونية. أما عن المعضلات التي تواجه السوق، فأشار إلى حقيقة النقص الذي تعانيه سوق إنترنت الخليجية في عدد المتخصصين في مجالات تقنية المعلومات المختلفة، وهو عدد لا يزال يقل كثيراً عن الحاجة الفعلية للسوق الخليجية. كما اعتبر أبو سيف أن امتناع البنوك العاملة في منطقة الخليج حتى الآن عن معالجة عمليات الدفع ببطاقات الائتمان عبر إنترنت، مما يضطر الشركات المحلية الراغبة بتأسيس مواقع للتجارة الإلكترونية إلى التعامل مع مراكز تحصيل أمريكية أو أوروبية. وقد امتنع مسؤولون في أقسام بطاقات الائتمان في أكثر من بنك خليجي اتصلنا بهم عن التعليق على هذا الموضوع. وشكا مدير الحلول التقنية في أوراكل الشرق الأوسط مما سماه سعي بعض الشركات المنافسة إلى تأخير وإعاقة نمو السوق فعليا، من خلال تقديم صورة خاطئة عن التطبيقات العمودية للسوق وفعالياتها، وذلك لتغطية العجز التقني الذي تواجهه هذه الشركات. ويشار في هذا الصدد إلى أن إحدى الشركات العالمية العاملة في الخليج دأبت في الآونة الأخيرة على التحذير مما سمته مخاطر التجارة الإلكترونية، وعدم كفاءة إجراءاتها الأمنية. "آي بي ام" وتعتبر "آي بي أم" أن هناك فرصاً ضخمة للنمو في سوق تقنيات إنترنت في دول مجل التعاون العربية، وعلى الأخص في قطاعات المصارف والمؤسسات الحكومية التي تمثل فرصا فورية. ووفقا لطارق نيازي، مدير التسويق في "آي بي أم الشرق الأوسط"، فإن الشركة تعتبر نفسها الوحيدة التي تقدم حلولا كاملة للأعمال الإلكترونية، مشيرة في ذلك إلى كونها تقدم حلولا في جانبي الأجهزة والبرمجيات. واعتبر الرجل أن تكامل هذه الحلول يتيح نقطة تنافسية لصالح "آي بي أم"، أما منافساتها الأخريات التي اعتبرها تقدم "أجزاء من الصورة". ويقول نيازي إن شركته شهدت خلال الأشهر الستة الأخيرة إقبالاً متزايداً على الحلول التي تقدمها لقطاعات إنترنت وإنترانت المؤسسية في المنطقة. ويذكر أن أبرز التطورات في السوق خلال هذه الفترة تمثل في فتح السوق السعودية على مصراعيها أمام شبكة إنترنت. وفي هذا الصدد اشار نيازي إلى أن الشركة، ومن خلال وكيلها في السعودية شركة "أس بي أم" تسعى لزيادة فرصها التسويقية والاستثمارية في السوق السعودية. وكانت "اس بي أم" رخصت كموفر لخدمات إنترنت في المملكة. وأنحى مدير تسويق "آي بي أم في الشرق الأوسط" باللائمة على الشركات الكبرى في الخليج لأنها فشلت في إدراك أهمية اللحاق بعصر إنترنت وتطوراته المتسارعة. واعتبر أن هذه مثلت أبرز عقبات نمو سوق إنترنت في دول مجلس التعاون، بينما اعتبر أن البنية التحتية المناسبة لتحمل الحجم المطلوب لحركة إنترنت في هذه الدول لا تزال غير متوافرة. ودعا نيازي حكومات دول الخليج إلى إيلاء البنية التحتية أهمية خاصة. نتسكيب يرى جان جبرايل، مدير تطوير الأعمال في نتسكيب الشرق الأوسط أن أبرز عوامل قوة شركته في سوق إنترنت المؤسسية في الخليج تكمن في دعمها لمختلف منصات التشغيل. وتحظى الشركة بنخبة من العملاء في سوق شركات تزويد خدمات إنترنت والاتصالات في الخليج، حيث تعتمدها للبنى التحتية لخدمات إنترنت كل من اتصالات الإماراتية وكيوتل العمانية وباتلكو البحرانية وGTO العمانية، عدا عن عدد من موفري الخدمات في السعودية. وإلى ذلك، حققت الشركة في وقت سابق صفقات مهمة مع عدد من الشركات الصناعية الكبرى في المنطقة لتزويدها بتطبيقات البنى التحتية لخدمات إنترانت وإكسترانت الخاصة بها. وكانت الشركة افتتحت مكتباً لها في أبو ظبي نهاية العام الماضي، يقول عنه جبرايل إن هدفه تقوية وتعزيز علاقات الشركة مع شركاء أعمالها في الخليج تحديداً والشرق الأوسط عموماً. ويعتقد جبرايل أن أبرز المشكلات التي تواجه أعمال إنترنت عدم وجود التزام كاف لدى كثير من قطاعات الأعمال والحكومات تجاه إنترنت، ما يلقي مزيداً من الأعباء على الشركات الموفرة للتقنيات والخدمة لتعزيز هذا الالتزام باتجاه زيادة عدد المستخدمين. ويرى مدير تطوير أعمال نتسكيب أنه رغم تنافس شركته في الخليج مع شركات مثل مايكروسوفت ولوتس، إلا أن التحالف مع صخر لبرامج الحاسب في مجال التعريب ساعد على تقوية مركز الشركة، وخاصة بعد تعريب كل من سويت سبوت وخادم الأدلة. صن رغم الدور الذي لعبته صن مايكروسيستمز عالميا وإقليميا في سوق إنترنت خلال الأعوام الأخيرة، إلا أنها اتجهت في المدة الأخيرة إلى تركيز نشاطاتها في منطقة الخليج على توفير حلول التقنية المتقدمة للشركات الموفرة لخدمة إنترنت، وللشركات الكبرى الراغبة بتأسيس شبكات داخلية إنترانت أو خارجية إكسترانت خاصة بها. وخطت الشركة خطوات إضافية حين تحالفت مع شركاء استراتيجيين مثل نتسكيب. ويقول طوني كاي، كبير خبراء إنترنت والشبكات في صن مايكروسيستمز الشرق الأوسط إن دول الخليج التي يوجد فيها موفر وحيد لإنترنت، وهي قطر والإمارات والبحرين وعمان، كلها تستخدم أجهزة من صن للبنية التحتية لهذا الموفر. بينما تواجد صن بشكل أو بآخر في القطاعات المماثلة في الدول الأخرى. ومع أن كاي اعتبر سوق إنترنت الخليجية واحدة "من أكثر الأماكن إثارة" بالنسبة لشركته، إلا أنه اعتبر ان السوق بحاجة إلى تعزيز وزيادة عدد موفري الخدمات والحلول التطبيقية لإنترنت ASPs. وفي الإطار نفسه، رأى أن تعليمات وقوانين الاستيراد والتصدير في دول الخليج لا تزال غير مستوعبة لحجم عمليات النقل اللازمة لتطوير قطاع تقنية المعلومات وإنترنت المؤسسية، وسرعة هذه العمليات. وإن كان عزا المشكلة في جزء منها إلى غياب الثقة الكافية في هذه السوق. ويقول كاي إن السوق السعودية تحديدا تعتبر أكبر تحد أمام الشركات الموفرة لتقنيات إنترنت، لسبيين رئيسين، اولهما التحدي الذي تمثله البنية التحتية للاتصالات، التي كانت أول شبكة اتصالات حديثة في الخليج، لكنها أصبحت الآن أقدم شبكة. اما السبب الثاني، فهو أن الترخيص لهذا العدد الكبير من الشركات لتوفير خدمة إنترنت أدى إلى تشتيت السوق بشكل غير مباشر. كومباك طبيعة كومباك تركز على حلول الأجهزة الموجهة لتطبيقات إنترنت العليا، وعلى الأخص البنى الخلفية للتجارة الإلكترونية. وفي هذا يرى الدكتور وليد منيمنة، مدير كومباك الإقليمي أن أبرز الفرص التي تنتظر الشركة في الخليج تتمثل في العمليات البنكية على الشبكة، وحلول تمكين مخازن البيانات للويب، والتجارة الإلكترونية، ومنصات استضافة مواقع الويب، إضافة إلى بيئات الدفع الآمن. ومع نفي منيمنة لوجود أي عقبات تعترض أعمال شركته في هذه السوق، إلا أنه يعتبر أن تقديم الخدمات للعملاء في قطاع إنترنت المؤسسي، خصوصاً بعد البيع، هي أهم عوامل المنافسة مع الشركات الأخرى. مايكروسوفت وتعتمد مايكروسوفت في نظرتها لسوق إنترنت في دول الخليج النظرة نفسها التي تعتمدها عالميا، مع فروقات تطبيقية ترتبط أساساً بمدى توافر البنية التحتية وفعاليتها. ويعتقد جون فرناندز، مدير عمليات إنترنت الإقليمية في مايكروسوفت الخليج، أن إدارة المعرفة وعمليات التجارة والأعمال الإلكترونية تمثل أبرز مجالات النمو لسوق إنترنت في الخليج كما تنظر إليها شركته. لكنه بالطبع يعود بنا إلى الإطار الذي طرحه بيل غيتس عالميا، وهو النظام العصبي الرقمي، حيث يرى أن هذا الإطار يتيح للأعمال تنافسا أفضل وفعالية أكثر، باستخدام إنترنت كوسيط للأعمال. وتعتقد مايكروسوفت أن ثمة مجالا واعدا آخر في الخليج لا بد من الاهتمام به يتمثل في المستخدمين العاديين لتقنيات إنترنت، في المنازل والمدارس والتسوق.