دخل التنافس بين أبرز شركتين عالميتين للإنترنت ميداناً جديداً في المنطقة العربية، بعد أن أعلنت نتسكيب عن افتتاح مكتبها الإقليمي للشرق الأوسط في أبو ظبي مرفقة ذلك بالكشف عن توقيع اتفاقات مع عشرة من موفري خدمات إنترنت في المملكة العربية السعودية لاعتماد تقنيات نتسكيب لبناهم التحتية. وقالت نتسكيب في ندوة خاصة عقدت في دبي، وحضرها ممثلون لمنافستها التقليدية مايكروسوفت، انه إضافة الى السوق السعودية، حققت الشركة اختراقاً آخر في السوق المصرية، حيث وقعت اتفاقات مماثلة مع عدد من موفري خدمات إنترنت، عدا عن الموفرين الحصريين للإنترنت في كل من الإمارات العربية المتحدة شركة اتصالات والبحرين وباتلكو. وإضافة إلى موفري خدمات إنترنت، تسعى الشركة إلى تكوين مجموعة من الشركات، خصوصاً مع الشركات الصناعية الكبرى، إضافة إلى تأسيس مركز تدريبي متخصص للتدريب على حلولها الشبكية المختلفة. ووفقا لجون جبرايل، مدير تطوير الأعمال في مكتب نتسكيب الشرق الأوسط، فإن الشركة تركز اهتمامها في المنطقة الآن على السوق المؤسسية مقدمة حلولها التقنية المختلفة لشبكات إنترنت وإنترانت واكسترانت، وعلى الأخص في ما يتعلق منها بالتجهيزات الأساسية لتوفير الخدمة وإدارتها. وتقدم نتسكيب في هذا المجال مجموعة من الحلول أبرزها حزمة منتجات سويت سبوت Suite Spot التي تضم مجموعة متنوعة من التطبيقات في مجالات الأدلة والأمان والإدارة، والتشارك في المعلومات، والتراسل عبر إنترنت. وتعمل هذه الحزمة مع نظم عدة لتشغيل الشبكات بينها نظام "ويندوز ان تي" والإصدارات التجارية المختلفة من "يونيكس" من كل من "آي بي أم" و"صن" و"هيولت باكرد" و"سيليكون غرافيكس" وغيرها. كما توفر هذه الحلول خيارات إدارية متنوعة لموفري خدمات إنترنت تشمل التحكم بإصدار فواتير الإتصال بالخدمة، وإدارة التطبيقات المتعلقة بها، عدا عن إدارة حسابات العملاء، ضمن معايير أمنية مقبولة. واستفادت نتسكيب من حلولها هذه، ومجموعة أخرى من الحلول التي توجهها لإدارة الشبكات، في تسويق نفسها في المنطقة كموفر للحلول التقنية الهادفة إلى تأسيس بنية تحتية للتجارة الإلكترونية، في المجالين الفردي لكل شركة على حدة، أو الجماعي، كما في حالة مبادرة حكومة دبي لإنشاء نظام حكومي عام للتجارة الإلكترونية. ويذكر أن هذه المبادرة أطلقت حمى التنافس بين عدد كبير من شركات تقنية المعلومات التي تتخذ من دبي مقرا لها، بل إن شركات أميركية وكندية بادرت إلى فتح فروع لها في دبي مع الإعلان عن المبادرة. لكن نتسكيب خطت خطوة أبعد في سياق حربها التنافسية في المنطقة، حيث ركزت جهودها التسويقية على إبراز قدرات الأمان والموثوقية التي توفرها حلولها، مقابل ثغرات الأنظمة المنافسة، وعلى الأخص تلك التي تقدمها مايكروسوفت. وبهذا تكون حرب التنافس بين الشركتين دخلت منعطفا جديدا في المنطقة، بعد أن كانت تقتصر سابقاً على التنافس في مجال مستعرضات الويب، وهي معركة تحالفت فيها نتسكيب مع صخر لبرامج الحاسب لتقديم تطبيق عربي لمستعرض نتسكيب في مقابل مستعرض مايكروسوفت. ويتوقع مراقبون أن تأخذ المعركة الجديدة بين المتنافستين التقليديتين في المنطقة بعداً ساخناً.