حققت شركة كومباك لصناعة الكومبيوترات الشخصية بعد عام على افتتاح فرعها في شمال غرب افريقيا الدار البيضاء حجم مبيعات فاق 60 مليون دولار سنة 1999 وهو ما يمثل اجمالي مبيعاتها خلال الاعوام الثلاثة الأخيرة في المنطقة. وحققت الشركة الاميركية 20 في المئة من اجمالي المبيعات المحلية المصنفة في سوق المغرب فقط، فاحتلت المرتبة الثانية بعد "سيمنس" الالمانية وقبل "هيوليت باكارد" التي جاءت في المرتبة الثالثة بعد تراجع مبيعات "آي.بي.ام" الى جانب "أبل" الذي عاد الى الواجهة بقوة بفعل جهازي "اي ماك" و"جي4". ويقدر مجموع مبيعات الاجهزة وطرفياتها سنة 1999 في المغرب بنحو 100 ألف جهاز وفي المنطقة العربية بنحو مليون جهاز غالبيتها في دول الخليج. وقال المدير التجاري في المغرب برونو هاوبيرتن ل"الحياة" ان كومباك سوقت 16 ألف جهاز بي سي خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية ما دفعها الى ضخ مبلغ خمسة ملايين دولار في قسم "خدمات كومباك للمهنيين" التي تستهدف خدمات انشاء شبكات انترنت للزبائن والشركات، كما وضعت ضمن برنامجها الاستثماري لسنة 2000 مبلغ ثلاثة ملايين دولار لإقامة مركز دائم لتلقي الطلبات عبر انترنت أو خط أخضر مجاني. وتبحث الشركة حالياً عن موزعين جدد لأجهزتها في المغرب بعدما تفوقت في جذب جزء من جمهور الاجهزة المنسوخة Clones واستطاعت ان تضغط الاسعار لتقترب من ثمن الانواع غير المسجلة. وافاد برونو هاوبيرتن ان توسع انترنت في المنطقة العربية "يشجعنا على الاستثمار في سوق واعدة ومحدودة المنافسة". وتسوق كومباك اجهزة موجهة لجمهور واسع تشمل معالجات ايه أم دي ك2 بسرعة 400 ميغاهيرتز مع بطاقات الصوت والفيديو للاستعمالات المنزلية والشخصية، ومعالجات اخرى اكثر سرعة من بانتيوم 3 بسرعة 500 للاستخدامات المكتبية. وتراوح اسعار تلك الاجهزة بين 1300 و2500 دولار. وتبنت "كومباك" صيغة جديدة للترويج اطلقت عليها اسم "قافلة كومباك" تجوب عدداً من المناطق والمدن للتعريف بمنتوجها وهي تطرح اجهزتها في المحلات التجارية سوبرماركت وتمنح للمقتنين اضافة الى الجهاز طابعة ورق مدادية وناسخة ضوئية، وهناك موديلات أرقى تتضمن قارئات دي في دي الرقمية للافلام المدمجة وقرص صلب أكبر واخرى تشمل خوادم Servers. وتستفيد "كومباك" من تحالفها مع "اوراكل" في مجال البرمجة. اذ افتتحت الأخيرة فرعاً اقليمياً في الدار البيضاء. وهي تسوق برامجها التطبيقية في منطقة تمتد من المحيط الاطلسي الى مصر. وقال مديرها في شمال افريقيا ديدي سيمون ان مبيعات برامج اوراكل بلغت نحو 50 مليون دولار في جنوب افريقيا و17 مليوناً في مصر وخمسة ملايين في المغرب من أصل تسعة بلايين دولار حجم المبيعات المتوقعة هذه السنة على المستوى الدولي. واضاف ان حجم القرصنة لا يزال مرتفعاً في المنطقة ولو انه يتجه الى الانخفاض مع تراجع اسعار البرامج. وتخطط "أوراكل" للتوسع في المغرب سنة 2000 في اتجاه تطوير خدمات التجارة الالكترونية الموجهة لكبريات الشركات المحلية، وتقترح على زبائنها موقعاً على شبكة انترنت www.e-morocco.net يسمح بوضع قائمة الشركات المدرجة عبر ايواء صفحات الاستقبال أو التعريف بنشاط ومجالات الشراكة وأنواع المناولة المتاحة محلياً. وتحدد "أوراكل" هذا النوع من الشركات في قطاعات المصارف والتأمين والصناعات النفطية والادارات العمومية وشركات الاتصال. وكانت "أوراكل" حصلت عقود عمل - برمجة مع مؤسسات ضخمة في المنطقة مثل "المكتب الشريف للفوسفات" و"مكتب السكة الحديد المغربية" و"البنك العربي التونسي" و"شركة الطرق السريعة" في المغرب. وتشير "أوراكل" الى انها تضع تحت تصرف الشركات المحلية قاعدتها الدولية التي تشمل تسعة مواقع للتجارة الالكترونية. وكانت أي بي ام من جهتها طرحت قبل فترة اجهزة خاصة بالتجارة الالكترونية E- business موجهة للشركات المتوسطة بسعر يراوح بين اربعة وستة الاف دولار. ويبدو مستقبل هذا النوع من التجارة مرشحاً للتوسع من وجهة نظر "أوراكل" التي رحبت بانضمام المغرب الى الكابل البحري للاتصالات الرابط بين القارات Smey-we3 وهو بطول 39 ألف كلم ويسمح بربط القارتين الافريقية والأوروبية بشبكة الاتصالات العالمية عبر مضيق جبل طارق تحت البحر الأبيض المتوسط. ويسمح الحبل البحري الذي تقدر كلفته بنحو 1.5 بليون دولار برفع القدرة الاتصالية الدولية مطلع العقد المقبل بنحو 500 ألف قناة مزدوجة تستفيد منها نحو 34 دولة في أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وتقدر استفادة المغرب بنحو 8000 قناة في اتجاه اوروبا ومثيلتها في اتجاه منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وتبدو هذه التقنية مفيدة واقل كلفة لجمهور مستعملي انترنت والتجارة الالكترونية على المدى المتوسط. فمن خلال النظام الجديد المعروف باسم اي دي اس ال سيرتفع الصبيب الاتصالي عبر انترنت الى 512 كيلوبايت في الثانية لجهة الاستقبال ونحو 128 ك في الثانية لجهة الارسال وهو ما سيضاعف الصبيب الحالي عشر مرات وسيجعل الجهود الاتصالية على كاهل وكالات الاتصال القومية مثل "ماروك تليكوم" وليس على اجهزة الكومبيوتر أو أنظمة المودم سرعة 56 التي ستستفيد من الشبكة الجديدة للخدمات التليفونية وهو ما يدفع نحو تقليص كلفة الاتصال. لكن توسط نشاط "كومباك" و"هيوليت باكارد" لم يمنع من استمرار انتشار الاجهزة الرخيصة المركبة محلياً أو في بعض مناطق جنوب شرق آسيا، وتسوق هذه الانظمة بأقل من ألف دولار وهي كافية للاستعمال على انترنت وتشمل معالجات متوسطة 300 الى 400 ميغاهرتز وذاكرة رام بحجم 32 أو 64 ميغا. وتمثل هذه الأجهزة نحو 50 في المئة من اجمالي الكومبيوترات المشبكة بانترنت 50 ألفاً وهي مستخدمة بشكل رئيسي في مقاهي انترنت وجمهور المبتدئين لرخص اسعارها.