اجتاز رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الامتحان الأول فخرج الرئيس المصري حسني مبارك "مفعماً بالأمل" بعد اجتماعه معه، امس، في الاسكندرية وخرج هو بانطباع لخّصه بالقول "كان الاجتماع ناجحاً جداً". وبهذا يكون اللقاء حقق غرضه فكسر الجليد الذي تراكم على امتداد ثلاث سنوات ونصف السنة هي فترة حكم بنيامين نتانياهو، وشكل خطوة اولى نحو استعادة اجواء الثقة المفروضة في انتظار ما سيسفر عنه لقاء غد الأحد عند معبر "اريز" بين باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكان باراك واضحاً، امس، عندما شدد على "ثنائية" التفاوض مع عرفات مطالباً ب"دعم قيادات الشرق الأوسط" والرئيس الاميركي بيل كلينتون، وذلك في اشارة الى انه لا يحبّذ تدخل القاهرة او واشنطن او غيرهما، ويريد لهذه العواصم ان تعود الى لعب الدور الذي لعبته في ايام رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين. وفي حين اكد مبارك ثقته "بأن باراك سيتحرك تجاه السلام" فإنه عبّر عن رغبته بالتقدم على المسارات كلها ونسب الى باراك ادراكاً "بأن المشكلة الفلسطينية هي لب الصراع العربي - الاسرائيلي". وأشار مبارك الى ان "الاجواء مهيأة الآن لبدء المفاوضات على المسار السوري" ووافقه باراك على ضرورة التقدم على المسارات كلها. كرر باراك رفضه تفكيك المستوطنات القائمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وكذلك رفضه بناء المزيد منها، وأحال مصيرها الى المفاوضات. لكنه امتنع عن تقديم وعود حول احتمال اطلاق سراح سجناء فلسطينيين وذلك حسب ما كان نص عليه اتفاق "واي ريفر". ولوحظ ان الجانب المصري اكد ضرورة تنفيذ الاتفاقات الموقع عليها مع الفلسطينيين، كذلك فعل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، غير ان باراك لم يلتزم ذلك. وكانت الصحف الاسرائيلية نسبت اليه انه ينوي تجاوز "واي ريفر" من اجل اقتحام قضايا الحل النهائي فوراً وهو الأمر الذي تحول بالأمس، وإثر اللقاء مع مبارك، الى ضرورة "ايجاد صيغة تجمع بين تنفيذ واي ريفر وبين التفاوض حول الوضع النهائي". ولذا فإنه من المتوقع ان يكشف رئيس الوزراء الاسرائيلي عن مزيد من اوراقه في اجتماعه مع عرفات غداً، ثم في لقائه مع العاهل الأردني الملك عبدالله في العقبة يوم الأربعاء المقبل في انتظار اجتماعاته الكثيفة في الولاياتالمتحدة مع عدد كبير من المسؤولين الاميركيين، اعتباراً من 15 تموز يوليو وفي طليعتهم الرئيس بيل كلينتون الذي سيلتقيه مرتين.