أكد رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود أن "لا خوف على لبنان"، في وقت أعلنت الحكومة أنها مطمئنة إلى استمرار العمل بتفاهم نيسان ابريل الذي تسعى الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها إلى إلغائه أو تعديل بنوده، وأكد "حزب الله" سعيه الى "إبقاء توازن الرعب قائماً مع اسرائيل". قال الرئيس لحود امام زواره امس ان "التضامن الوطني الذي لفت العالم خلال العدوان الاسرائيلي الاخير ابلغ دليل الى ان لا خوف على لبنان". وأضاف ان "كل الرهانات على التفرقة فشلت والتف جميع اللبنانيين حول وطنهم وانهالت التبرعات من لبنان ومن كل دول العالم لتصليح الاضرار الناتجة عن العدوان". وأشار الى ان "محدودي دخل وفقراء تبرعوا بمبالغ زهيدة في قيمتها لكنها غالية في دلالتها لأنها تشير الى مدى تعلق لبناني بوطنه وتمسكه بحقه". وأضاف ان "استجابة مختلف اجهزة الدولة في سرعة قياسية التصليح واعادة البناء ومحو نتائج العدوان كانت مثار اعجاب الجميع وعززت الثقة بدولة القانون والمؤسسات". وأشار الى ان "ما يطلبه لبنان ليس عدواناً ولا افتراءً انما حقه المشروع في تحرير ارضه وانسحاب المحتل الاسرائيلي"، مؤكداً "اننا لن نألو جهداً في الحفاظ على حقوق الانسان اللبناني وكرامته العزيزة التي لن نفرّط بها ايضاً وسندافع بها بقوة الحق وبكل وسائلنا المتوافرة". الحص وأعلن رئيس الحكومة سليم الحص "ان الأجواء مطمئنة الى استمرار العمل بتفاهم نيسان على رغم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين". وقال، في ختام نشاطه الرسمي أمس في السرايا الكبيرة، ان "الدول الكبرى وتحديداً الولاياتالمتحدة وفرنسا متمسكتان بالتفاهم". ووقّع الحص أوامر دفع التعويضات لشهداء الإعتداءات الإسرائيلية وجرحاها، وأحالها على الهيئة العليا للإغاثة لتنفيذها. وأعلن الوزير السابق غازي سيف الدين، بعد لقائه الحص، "دعم حزب البعث العربي الإشتراكي لمواقف رئيس الجمهورية إميل لحود ورئىس الحكومة والجيش اللبناني التمسك بخيار المقاومة في وجه الإحتلال ووحدة المسار والمصير مع سورية". وأبلغ مجلس نقابة اصحاب مكاتب السفر والسياحة، الحص "ان التأثير السلبي للإعتداءات الإسرائيلية في الحركة السياحية كان محدوداً بفعل التحرك الناشط للديبلوماسية اللبنانية والتدابير العملانية التي اتخذت لإعادة التيار الكهربائي وترميم الجسور". وتسلّم الحص شيكاً بقيمة مليون دولار من "مجموعة المباني" لأصحابها كمال أدهم ورزق رزق ونعمة طعمة، مساهمة في إعادة التعمير. وفي احتفال تأبيني في الضاحية الجنوبية، قال نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان اسرائيل من خلال عدوانها الأخير أرادت تحقيق اربعة أهداف: رفع معنويات الجيش الاسرائيلي المنهارة بفعل ضربات المقاومة، واستغلال الوقت الضائع سياسياً بين حكومة سابقة وحكومة لاحقة للقيام بتجربة أداء جديدة تستثمر لاحقاً وتؤسس لقاعدة عدوان ومواقف سياسية تنتج عنها، وإيجاد شرخ وخلاف بين المقاومة والدولة على قاعدة أن الضرر الذي سيحصل من الضربات يؤثر مباشرة في واقع الناس فيشعرون بالألم ويحاولون ردّ المشكلة إلى ضربات المقاومة فتنتج فتنة داخلية، والتأسيس لنمط قد يساعد في تعديل تفاهم نيسان بالتطبيق العملي ما دام التعديل النظري لأصله غير ممكن". وأضاف قاسم "ان العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه الأربعة. فمعنويات العدو المنهارة لا يمكن أن ترتفع بضرب البنى التحتية، ثم أننا فهمنا معنى الوقت الضائع وكان ردّنا مدروساً ومحدداً ومحكماً ولم ننجرّ الى العواطف الداعية الى المزيد من القصف الذي لا نعتقد انه يؤدي الثمار المرجوة منه. والشرخ الذي أرادوه بين المقاومة والدولة والشعب تحوّل صلابة ووحدة في الموقف تمثل في مظهر مميز عبّر عنه رئيس الجمهورية أروع تعبير والقوى السياسية والشعبية بالدعوة إلى الإلتفاف حول المقاومة". وأكد "أن لا تعديل ولا تغيير في تفاهم نيسان لا بالألفاظ ولا بالسلوك العملي". وختم "ان الكاتيوشا جاهزة للدفاع عن المدنيين والبنى التحتية بالأسلوب والزمان والمكان والطريقة التي تختارها المقاومة لإيلام العدو الإسرائيلي"، مؤكداً "العمل على إبقاء توازن الرعب قائماً، والواقع والأيام المقبلة ستثبت ذلك". وفي المواقف، قال النائب عصام فارس "ان مواجهة الإستحقاقات الخارجية الداهمة وفي أولوياتها تحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي والتحضير للمفاوضات المحتملة تفرض ترتيب البيت الداخلي برص الصف وتعزيز التماسك وترسيخ الوحدة وإنجاز الملفات الداخلية الملحّة ذات التأثير في مجرى الحياة الوطنية". وأضاف "ان اعتداءات اسرائيل المستمرة على لبنان لن يكسبها سوى الإستنكار والإدانة، ولن يزيدنا إلا تمسكاً بثوابتنا وتعلقاً بأرضنا وتصميماً على الدفاع عن مقدساتنا". وأشاد السيد محمد حسين فضل الله بموقف رئيس الجمهورية "الذي تحدث فيه بلغة المقاومة والذي لم يعرفه لبنان في كل تاريخه السياسي". واستبعد "إسقاط تفاهم نيسان أو تعديله"، معللاً ذلك "ان المرحلة المقبلة تحتاج الى هذا التفاهم"، ولفت الى "ان هناك مناخاً جديداً في المنطقة العربية قد لا تكون احتمالات الحرب فيه كبيرة". ودعا المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني الى مشاركة الاتحاد العمالي العام دعوته الى الاعتصام امام مقر "اسكوا" بعد ظهر اليوم الخميس تنديداً بالعدوان الاسرائيلي. وأعلن رئيس بلدية المريجة الضاحية الجنوبية يوسف متى باسمه وباسم أعضاء المجلس البلدي التقدم بمساعدة مالية قيمتها 30 مليون ليرة لبنانية، للمساهمة في إعمار ما تهدم.