ماذا يقول "حزب الله" حيال الشائع في الوسط السياسي انه لم يكن يتوقع حجم العدوان الاسرائيلي، وبالتالي اقدم على "دعسة ناقصة" نتيجة حسابات خاطئة عن الرد الاسرائيلي في المرحلة الانتقالية التي يستعد فيها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو لتسليم خلفه ايهود باراك؟ قيادي في الحزب قال ل"الحياة": "ليس صحيحاً الاعتقاد ان "حزب الله" لا يقيم الحسابات لأي خطوة يقدم عليها في صراعه المفتوح مع العدو الاسرائيلي. فالحزب يقرأ في السياسة جيداً، ولم يعتد الارتجال، وكان من حقنا الطبيعي الرد لئلا نسمح لإسرائيل، في المرحلة الانتقالية، بأن تفرض علينا معادلة أمنية وعسكرية جديدة يبادر باراك بتكريسها". وأضاف ان "ما اقدم عليه نتانياهو محاولة "فشة خلق" تعبر عن حال انتقامية اكثر منها سياسية، خصوصاً بعدما سقط منطقه في جنوبلبنان لجهة قدرته على توفير الامن من دون الانسحاب". واذ استبعد القيادي حصول تطورات عسكرية فوق العادة في المدة الفاصلة عن تسلم باراك رئاسة الحكومة، قال ان الولاياتالمتحدة الاميركية "لم تتوقف يوماً عن الطلب من الحكومة اللبنانية وقف عمليات المقاومة، ونحن من جهتنا لا نستغرب الانحياز الاميركي الى جانب اسرائيل، فواشنطن تستغل دائماً التدهور الامني في الجنوب، وتحاول تحقيق مكاسب للعدو بعد ان يعجز عن تحقيقها من خلال العدوان". وأكد "حرص الحزب على التقيد بتفاهم نيسان أبريل". وقال ان اسرائيل "تلجأ الى خرقه في مواصلة اعتداءاتها على المدنيين ونحن من جانبنا لا نستطيع الا الرد، لمنعها من فرض امر واقع جديد مع مرور الزمن عبر استفادتها من امتناعنا عن الرد تحت عنوان استجابة الدعوات الآيلة الى ضبط النفس والتهدئة". وأضاف ان "الحزب حيال استمرار مسلسل العدوان الاسرائيلي يواجه خيارين. اما ان يترك العدو يتمادى في عدوانه ويقصف المناطق المدنية بلا هوادة. وبذلك نعطيه حق استباحة القرى وصولاً الى فرض معادلة جديدة تتناقض مع بنود تفاهم نيسان. وإما ان يمارس حقه في الردع، وهذا ما لجأ اليه اخيراً بعدما تعرضت بلدات عدة لقصف طاول المدنيين". ولفت الى ان الرد "كان ضرورياً لمنع باراك من ان يتبع الاسلوب نفسه ظناً منه ان الحزب رضخ لشروط المعادلة الجديدة التي ارادها نتانياهو"، مشيراً الى ان "الحديث عن وقوع الحزب في سوء تقدير يمكن ان يجر الى الترويج لمنطق جديد في الصراع يقوم على عدم التصدي بحجة ان الرد سيكون اقوى". واعتبر ان كلام رئيسي الجمهورية إميل لحود والحكومة سليم الحص على المقاومة "يشكل نقلة مهمة ونوعية في موقف الدولة اللبنانية، لا بد من تقديره لما له من تأثير في الحفاظ على التماسك الداخلي، اضافة الى انه اسهم في استيعاب الخسارة المترتبة على الضربة من خلال الاسراع في تصليح المنشآت التي لحقت بها اضرار". وقال ان "الامور بعد الذي حصل ستعود تدريجاً الى طبيعتها ما دامت اسرائيل لم تنجح في اجراء تعديل على تفاهم نيسان، او في نسف قواعد اللعبة لمصلحة ما تخطط له، وبات علينا ان ننتظر تشكيل حكومة باراك لمعرفة طبيعة مشاريعها التسووية والمبادرات التي ستقوم بها في هذا الاتجاه".