أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن والناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان غازو-سوكريه ان وزراء خارجية مجموعة الثماني اتفقوا أمس على مشروع قرار في شأن كوسوفو يعرض على مجلس الامن الدولي. ويزور وفد عسكري أميركي موسكو اليوم لوضع تفاصيل المشاركة الروسية في قوة حفظ السلام. وقال جيمس روبن "سنحصل اليوم على قرار يستجيب لكل اهدافنا ويتضمن كل القرارات الضرورية للسماح لقوة حفظ السلام، يشكل حلف شمال الاطلسي نواتها بالانتشار في كوسوفو". واوضحت غازو-سوكريه ان "العمل على القرار انتهى ووضعت اللمسات الاخيرة على النص". وفي بون اعتبر المستشار الالماني غيرهارد شرودر ان مجلس الامن يمكن ان يتبنى هذا القرار الثلثاء او الاربعاء "اذا تم كل شيء على ما يرام". وقالت المتحدثة الفرنسية ان وزراء مجموعة الثماني اتفقوا ايضا على التسلسل الزمني للاجراءات التي ستؤدي الى عودة السلام الى كوسوفو. ويحدد اتفاقهم هذا الرابط الزمني بين المحادثات وتبني قرار في الاممالمتحدة واتفاق عسكري بين بلغراد وحلف شمال الاطلسي لانسحاب القوات اليوغوسلافية من كوسوفو، اضافة الى وقف الغارات الاطلسية. وكانت الشروط التي طالبت بها موسكو الاثنين وتتعلق بطبيعة القوة الدولية في كوسوفو واستحقاقات خطة السلام أدت الى تأجيل اللقاء الى أمس. وعمل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف طوال الليل واجرى مشاورات هاتفية مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن صباح أمس، قبل ان يقدم "تسوية خطية". وقالت غازو-سوكريه انه جرى "تبني مشروع نص قرار مجلس الامن الدولي بفضل الاتفاق على الفكرة التزامنية التي طرحتها فرنسا". واوضحت ان "الفكرة هي ان تكون الفواصل الزمنية اصغر ما يمكن بين المراحل الاربع". ولا ترد فكرة الفواصل الزمنية هذه في مشروع القرار، الا انها كانت ضرورية للموافقة عليه. وكان ايفانوف حذر منذ الاثنين في بون من ان موسكو لن توافق على قرار في مجلس الامن الدولي من دون تعليق مسبق لعمليات قصف حلف شمال الاطلسي، فيما اصر الغربيون على عدم وقف القصف قبل بدء الانسحاب من كوسوفو. ويصل الى موسكو اليوم الأربعاء وفد عسكري أميركي لبحث تفاصيل نشر القوات الدولية في كوسوفو، وأكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان بلاده مستعدة للمشاركة ب10 آلاف جندي على أن لا تكون الوحدة الروسية تحت قيادة الحلف. وأجرى الرئيس الروسي بوريس يلتسن اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي بيل كلينتون لازالة الاشكالات التي اعترضت صوغ مسودة قرار مجلس الأمن في اجتماعات وزراء خارجية روسيا والدول الصناعية السبع الكبرى في المانيا. إلا أن يلتسن لم يخف انزعاجه من تطور الأحداث في البلقان، وأكد عند استلامه أوراق اعتماد عدد من السفراء الأجانب أمس الثلثاء ان "العدوان على يوغوسلافيا أدى الى تعقيد الوضع الدولي". وزاد ان موسكو ترفض "تحكم القوة" وانتهاك القانون وميثاق الأممالمتحدة. ويرى المراقبون ان عودة يلتسن الى استخدام لهجة متشددة قد تعني نيته التراجع عن بعض النقاط التي وافق عليها مبعوثه الخاص فيكتور تشيرنوميردين ما اثار اعتراضات وزارتي الدفاع والداخلية. ونقلت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيت" عن مصادر مطلعة تفاصيل النقاط. وأكدت ان الأميركيين كانوا وافقوا في جولات سابقة على أن تكون القوات الدولية بقيادة جنرال من بلد محايد على أن يكون رئيس الأركان من دولة أطلسية ويتخذ من بريشتينا مقراً له. وبموجب الاتفاقات الأولية تقرر تقسيم كوسوفو الى أربعة قطاعات منها واحد عرضه 50 كيلومتراً على امتداد الحدود مع البانيا ومقدونيا ويخضع لسيطرة أطلسية كاملة فيما تكون القطاعات الأخرى بقيادة ضباط من روسيا ودول محايدة. وذكرت الصحيفة ان تشيرنوميردين تنازل عن هذه البنود بعد مكالمات أجراها مع نائب الرئيس الأميركي البرت غور ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. ودافع تشيرنوميردين عن نفسه مؤكداً انه التزم توجيهات رئيس الدولة واشار الى أن الاتفاق الذي وقعه لم ينص على ان تكون القوات الدولية "تحت قيادة أطلسية صرف" وذكر ان خبراء عسكريين من الحلف وبلدان محايدة سيجتمعون في موسكو قريباً لمناقشة الموضوع.