جوهانسبورغ - رويترز - أ ف ب - تعهد رئيس جنوب افريقيا المنتخب ثابو مبيكي باقامة دولة "مزدهرة غير عنصرية". وفي كلمة في مناسبة فوزه استهدفت ارضاء الناخبين والمستثمرين اشاد مبيكي بكل من شارك في ثاني انتخابات متعددة في جنوب افريقيا لصبرهم وحكمتهم وتفانيهم من أجل الديموقراطية. وقال ان "شعبنا سواء من السود او البيض فوضنا لكي نواصل الطريق لإقامة جنوب افريقيا غير عنصرية ولتحقيق الهدف المهم المتعلق بالمصالحة الوطنية. ويخلف مبيكي نائب رئيس جنوب افريقيا رئيس حزب المؤتمر الوطني الافريقي منذ اواخر 1997 الرئيس نلسون مانديلا بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب المؤتمر الاربعاء. وحرص مانديلا الذي يطمح الى انتقال السلطة من دون أي مشكلة، على تأكيد ثقته بنائبه، على رغم بعض الفتور الذي شاب علاقاته به خلال الاشهر الماضية. ويبدو من النتائج التي حققها حزب المؤتمر بحصوله على اكثرية الثلثين في البرلمان وفق الارقام شبه الرسمية ان شعب جنوب افريقيا استجاب بشكل واسع لما دعا اليه مانديلا الذي يستعد الان للتقاعد. كما يبدو ايضا ان جهود مبيكي اثمرت في تقديم صورة انسانية له، وفي اقناع الاخرين برغبته في تسريع الاصلاحات. وسبق لعالم الاقتصاد ورجال المال قبل الانتخابات ان أكد ثقته في سياسة التقشف فى الموازنة لهذا المسؤول الشيوعي السابق الذي اختار الليبرالية. ويرى الصحافي مارك غفيسر الذي يعد سيرة ذاتية عن مبيكي ان الرئيس المقبل لجنوب افريقيا "نجح فى تقديم نفسه اداريا قادرا على تسيير الامور والامساك بدفة الحكم"، مؤكداً ان "الاستراتيجة هي التي ستوجه سياسته لا الانفعال". وذهبت بعض الصحف الى حد اتهام هذا السياسي الطموح ب"المكيافيلية". لكن علاقات مبيكي بالصحافة لم تكن في احسن صورها بسبب الانتقادات القاسية التي كان المحيطون به يكيلونها الى السلطة الرابعة بأنها تساند "قوى الرجعية". وأمسك مبيكي طوال السنوات الماضية بزمام الامور في حزب المؤتمر الوطني بيد قوية، وتمكن وهو لاعب الشطرنج الماهر ان يبعد خصومه الواحد بعد الاخر، من سيريل رامافوزا، الزعيم النقابي الذائع الصيت والشعبية الذي ابتعد عن الاضواء، الى ماتيوس فوزا الحقوقي المعروف الذي جرى التشهير به كواحد من "دعاة الانقسام". ويعمل مبيكي دون كلل وهو لا يطيق أي مخالفة في الرأي. وعمل على تعزيز سلطات قيادة الحزب على جميع المستويات. وفي موازاة ذلك تمكن مبيكي من زرع المخلصين له في جميع المواقع الرئيسية داخل الحكومة وفي الدولة. من المصرف المركزي الى مصلحة الضرائب والشؤون الخارجية والتلفزيون ورئاسة اركان الجيش. وهو لم يخف ابدا عزمه على تركيز كل السلطات التنفيذية للرئاسة التي شتتها مانديلا. ووضع مبيكي ما سماه "النهضة الافريقية" بين اولوياته وهو يعطي الافضلية لاحتياجات السود وبعد خمس سنوات انتقالية تركزت على المصالحة بين فئات الشعب في جنوب افريقيا. ولد مبيكي فى 18 حزيران يونيو 1942 لعائلة من المثقفين الشيوعيين. وفي الرابعة عشرة التحق بشبيبة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بتأثير من والده غوفان الذي كان احد الاسماء المعروفة في محاربة الفصل العنصري. في عام 1962 غادر جنوب افريقيا ليمضي 28 عاماً في المنفى. درس في لندن وتخصص في الاقتصاد من جامعة ساسكس قبل ان يقصد موسكو حيث التحق لثلاث سنوات بمدرسة الحزب الشيوعي. استعان به حزب المؤتمر ممثلا له في العديد من الدول قبل ان يعينه مسؤولاً لقسم الشؤون الدولية حيث لعب دور "وزير الخارجية". بعد عودته من المنفى شارك بنشاط فى المفاوضات مع سلطة البيض التي كانت تمسك مقاليد السلطة. متزوج منذ 1974 بسيدة أعمال ناشطة فى مجال حقوق المراة هي السيدة زانيلي، له ولدان اضافة الى ثالث خارج الزواج اختفى في الثمانينات. ومتكتم جدا بالنسبة الى حياته الخاصة، يرفض الاسئلة الشخصية. كل ما يعرف انه يفضل البزات التقليدية والقمصان الزاهية الالوان التي اشتهر بها مانديلا. يدخن الغليون، ويقرأ كتب الاقتصاد.