يتفاوض ببراعة مع تجار الألماس في انتويرب ويناضل من أجل السلام في ساحل العاج ويضطلع بدور باني الجسور في قمة بوسط أفريقيا... باختصار لدى ثابو مبيكي جدول أعمال لا يطيقه سوى أكثر الدبلوماسيين في العالم انشغالا، لقد قطع رئيس جنوب أفريقيا آلاف الأميال في الجو وعقد عشرات الاجتماعات وزرع أعدادا لا حصر لها من أشجار النخيل الأسبوع الماضي مما وضعه على الخريطة كرجل دولة من طراز عالمي وأكثر صناع السياسة الأفارقة فعالية في الخارج، قال جون ستريملاو من جامعة وايتواترسراند في جوهانسبرج:جنوب افريقيا هي البلد الاول في منطقة افريقيا جنوب الصحراء الذي يفكر ويتصرف بنزعة عالمية، لقد أصبح مبيكي هداف أفريقيا الأول في مرمى السياسة العالمية، ولا يخفي مبيكي الذي قاد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم إلى الفوز بتأييد 70 في المائة من الناخبين في الانتخابات التي جرت في إبريل للفوز بولاية ثانية وأخيرة لا يخفي طموحاته الدولية مذكرا مواطنيه بأن مصيرهم ومصير القارة الضخمة المضطربة التي يعصف بها الفقر مازال مرتبطا بالشمال، وفي مقدمة أولوياته الآن الأزمة في ساحل العاج التي تطورت الى موجة جديدة من العنف بعدما قصفت قوات الرئيس لوران جباجبو المتمردين في الشمال أوائل نوفمبر تشرين الثاني في انتهاك لهدنة مدتها 18 شهرا مما أدى الى مقتل تسعة جنود فرنسيين، وسرعان ما عقد مبيكي الذي اختاره الاتحاد الافريقي وسيطا عدة اجتماعات مع جميع الاطراف المعنية، الا أن ثمة مشاغل اخرى يزدحم بها جدول اعماله. لقد توجه مبيكي الى تنزانيا لحضور قمة الجمعة على أمل حل أحد أعنف النزاعات الافريقية وهو الاضطرابات في منطقة البحيرات العظمى بجمهورية الكونجو الديمقراطية وبوروندوي ورواندا، لقد أخذته أسفاره الخارجية التي لا تنقطع الى اوروبا الاسبوع الماضي حيث أصبح أول رئيس لجنوب افريقيا يزور الاتحاد الأوروبي في بروكسل منذ انهيار نظام الفصل العنصري في 1994، وبذل مبيكي جهودا من أجل الحصول على مزيد من المساعدات لافقر قارات العالم، واستقطع رئيس جنوب افريقيا بعضا من وقته ليجري مباحثات مع كبار رجال صناعة الألماس في انتويرب تركزت على لوائح التجارة النظيفة التي تتبناها جنوب افريقيا، وقال للبرلمان الاوروبي ان حكومته لا تنوي التدخل لخفض قيمة العملة الوطنية القوية الراند، على النقيض من سلفه المناضل البارز نيلسون مانديلا لم يسلم نشاط مبيكي على مسرح السياسة العالمية من انتقادات داخلية، وتتهمه المعارضة واعداد متزايدة من أعضاء ائتلاف حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدم بذل ما يكفي من الجهد لانهاء الازمة السياسية والاقتصادية في زيمبابوي المجاورة، أيضا تعرض مبيكي لانتقادات بسبب سياسات المؤتمر الوطني الافريقي بما في ذلك برنامج كان يستهدف دمج الاغلبية السوداء في الاقتصاد الذي مازال البيض يسيطرون عليه. وتقول المعارضة ان البرنامج تحول الى اداة لمحاباة عناصر المؤتمر الوطني الافريقي. وقال المعلق ماكس دو بريز في مقال: الرئيس ثابو مبيكي يبذل جهدا غير عادي كصانع سلام ودبلوماسي ووسيط للقارة الافريقية، لكنه يبدد طاقته في الخارج في حين أن الامور بالداخل تتفاقم بصورة مروعة، أيضا ذهب مبيكي بعيدا في جهوده الدبلوماسية حيث وصل الى الشرق الاوسط على أمل ان تلهم تجربة جنوب افريقيا في التحول السلمي من نظام التفرقة العنصرية الى الديمقراطية الاسرائيليين والفلسطينيين، واستضاف مبيكي في الآونة الاخيرة ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي كما يحتفظ دبلوماسيو جنوب افريقيا بعلاقات وثيقة مع السلطة الفلسطينية، ويتوقع بعض المحللين مبادرة جنوب افريقية باتجاه ايران لاسباب منها تنامي آمال بريتوريا في الفوز بمقعد في مجلس الامن في حالة توسيع نطاق العضوية. وقال شادراك جوتو استاذ دراسات النهضة في جامعة جنوب افريقيا جنوب افريقيا تود الحصول على تفويض افريقي للانضمام الى مجلس الامن كممثل لافريقيا، وقد وضع مبيكي القوة المسلحة لجنوب افريقيا ايضا في خدمة المنطقة حيث ارسل قوات حفظ سلام الى بوروندي والكونجو كما تعهد بدعم الجهود الافريقية للمساعدة في انهاء ازمة دارفور في غرب السودان.