أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان بلاده "مع سورية الأبية الصامدة قلباً وقالباً وأننا لها العون والسند، بعد الله، الى أن تستعيد كل شبر من ارضها المغتصبة وتأخذ كل حقوقها المشروعة كاملة غير منقوصة"، وشدد على ان ذلك هو موقف السعودية "مع أشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين". وقال ان العرب "طلاب سلام"، لكنه شدد على ان السلام الذي يطلبه العرب "ليس أي سلام بل سلام شامل عادل يعطي كل ذي حق حقه بلا زيادة أو نقصان هذا هو ما يهمنا بعيداً عن غطرسة القوة وبعيداً عن الاسماء سواء كان هذا الشخص أو ذاك"، في اشارة الى التغيير في اسرائيل. جاء ذلك في برقية بعث بها الأمير عبدالله، أمس، الى الرئيس السوري حافظ الاسد بعد مغادرته دمشق متوجهاً الى العاصمة الاردنية. وكان الرئيس الاسد في مقدم مودعي الأمير عبدالله في المطار بعدما كان في مقدم مستقبليه الاربعاء، في خطوة وصفتها "وكالة الانباء السعودية" بأنها "سابقة تكريمية" من الاسد تقديراً للأمير عبدالله ولمواقف السعودية مع سورية. وزار الرئيس السوري، امس، ولي العهد السعودي في مقر اقامته في دمشق وعقدا جولة محادثات استكملا فيها محادثاتهما ليل الاربعاء - الخميس، وعقدا اجتماعاً مغلقاً. كما استقبل الأمير عبدالله في دمشق رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان القمة السعودية - السورية تناولت "السبل المناسبة لاستئناف عملية السلام بما يكفل حقوق الامة العربية وعودة اراضيها المسلوبة، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، إضافة الى وسائل ترتيب البيت العربي من الداخل وتقوية الصفوف العربية لمواجهة المرحلة المقبلة". وصرح الناطق باسم الرئاسة السورية جبران كورية بأن "وجهات النظر كانت متفقة على المواضيع التي تهم سورية والسعودية والمصالح القومية للأمة العربية". عالم متغيرات وجاء في برقية الأمير عبدالله الى الأسد: "اننا نعيش في عالم حافل بالمتغيرات والصراعات والتكتلات الكبرى، حيث لا مكان لضعيف أو متخاذل أو مفرط في حقوقه وتطلعاته المستقبلية، ونحن أمة العرب نعيش مع الأسف على هامش هذا العالم في حالة تغيظ الصديق وتسر العدو بسبب فرقتنا وافتقارنا للثقة والمصداقية والمصارحة في ما بيننا، لقد هنا على أنفسنا فهنا على الناس وكما قال شاعرنا العربي: نعيب زماننا والعيب فينا/ وما لزماننا عيب سوانا". واعتبر انه "ليس أمامنا من سبيل للانعتاق من هذا الوضع الا بالتمسك برسالتنا الخالدة وأداء أمانتنا المقدسة والتحلي بروح المسؤولية والثقة والمصارحة، والتعاون على أساس اقتصادي صحيح بعيداً عن العواطف والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وقبل ذلك وبعده نحن محكومون بقانون سماوي خالد لا يتغير ولا يتحول أبداً هو "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وبات واضحاً تركيز الأمير عبدالله على ان قوة الأمة تكون من خلال قوة اقتصادها وهو ما ركز عليه في كلمته في ليبيا وفي برقيته الى الرئيس الاسد. محادثات عمان وبدأ ولي العهد السعودي، اثر وصوله الى عمان مساء امس، محادثات مع الملك عبدالله بن الحسين، وهو ينتقل اليوم الى القاهرة لاجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك وكبار المسؤولين المصريين. الى ذلك واس، أعرب السفير السعودي لدى الاردن عبدالله السديري عن تقديره ل"قوة العلاقات القائمة بين المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية". وقال انها "تميزت على الدوام بالمتانة والاصالة بفضل رعاية قيادتي البلدين لهذه العلاقات"، معتبراً ان زيارة الأمير عبدالله للاردن "تشكل خطوة نوعية على طريق تعزيز العلاقات الاخوية المتميزة القائمة بين المملكة والاردن". فيما اعتبر السفير الاردني لدى السعودية عاني خليفة العلاقات السعودية - الاردنية "راسخة منذ القدم لا تشوبها أية شوائب"، مؤكداً ان "الاردن لن ينسى الدور الداعم للمملكة العربية السعودية التي هي مهد الرسالة ومنبعها".