بدأ ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز زيارة لدمشق تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس حافظ الأسد الذي استقبله شخصياً لدى وصوله الى ارض المطار، أمس، في سابقة هي الأولى من نوعها خلافاً للقواعد البروتوكولية المتبعة عادة في سورية. ونوه السفير السعودي في دمشق الدكتور بكر بن عبدالله بن بكر بأهمية الزيارة التي "ستبحث في ما يهم العالم العربي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها عملية السلام في المنطقة". وقال في تصريحات صحافية ان السعودية "اكدت مراراً انها مع الحل العادل والشامل للقضية العربية وانها تدعم وتساند الاطراف العربية المهتمة بهذا الموضوع خصوصاً الاشقاء السوريين والفلسطينيين وترضى بما يصلون اليه ويرون فيه مصلحتهم". ورحبت سورية بهذه الزيارة فأكد وزير الاعلام السوري الدكتور محمد سلمان "ان اهمية الزيارة تأتي من اهمية العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين والتي ارسى قواعدها السيد الرئيس حافظ الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز". وأضاف في تصريحات: "اننا نعتبر اي لقاء بين قادة البلدين لا يعزز العلاقات الثنائية فحسب وانما تخدم نتائجه المصالح القومية للأمة العربية وتعزيز تضامنها وبلورة موقف عربي قادر على الدفاع عن مصالح وحقوق الامة العربية"، لافتاً الى ان "ترتيب البيت العربي والسعي الى رأب اي تصدع داخله للارتقاء بالعمل العربي المشترك الى مستوى مجابهة التحديات القائمة والتعاون معها من موقف يخدم قضايانا القومية يأتي في مقدم الأولويات في سورية والسعودية". وأكد وزير الاعلام السوري "اننا في سورية مع اي لقاء عربي على اي مستوى يكون متى كان هدفه تدعيم الموقف العربي وتفعيله بما يعود بالفائدة على العرب ومصالحهم حاضراً ومستقبلاً". وكان الامير عبدالله اجرى محادثات في ليبيا مع الزعيم الليي معمر القذافي ركزت على تطورات قضية لوكربي بعد تسليم المتهمين الليبيين للمحاكمة اضافة الى الوضع العربي. وابرق الامير عبدالله للقذافي بعد مغادرة مدينة سرت، ومما قال: "كان اخوانكم فى المملكة العربية السعودية معكم فى السراء والضراء يحسون بمعاناتكم ويتألمون لآلامكم، وعندما سنحت الفرصة بادر اخوانكم لنصرة أشقائهم فى ليبيا ... ونحن لم نقم الا بواجبنا الذي يمليه علينا انتماؤنا العربى والاسلامي". انظر ص2 وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان محادثات القمة السعودية -السورية ركزت على بحث عملية السلام على اثر فوز رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك في الانتخابات، إضافة الى بحث انسحاب ميليشيا جيش لبنانالجنوبي الموالي لاسرائيل من جزين، والوضع في العراق. وتوقعت مصادر ديبلوماسية في تصريحات الى "الحياة" ان تكون السعودية عرضت وساطة بين القيادة السورية والرئىس الفلسطيني ياسر عرفات. واكدت ان عناصر هذه الوساطة متوفرة، فالسعودية وولي العهد السعودي بالذات يحظيان بتقدير الرئىس الاسد، كما ان الامير عبدالله ركز في محطات زيارته الى المغرب وليبيا وهما الدولتان العربيتان في الجولة على ضرورة وحدة الصف العربي لمواجهة تحديات عملية السلام. ويصل ولي العهد السعودي إلى عمان اليوم في زيارة رسمية يبحث خلالها مع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين التطورات العربية والدولية، وتعزيز العلاقات بين البلدين، التي وصفها وزير الاعلام الأردني ناصر اللوزي بأنها "في أحسن مراحلها". وأشار إلى "المواقف الأخوية التي لا تنسى للأشقاء، خصوصاً في محنة رحيل الملك حسين"، وقال إن مستقبل العلاقات السعودية - الأردنية "مشرق مثل ماضيها". وسيتوجه الأمير عبدالله من عمان إلى القاهرة، المحطة الأخيرة في جولته التي بدأها في جنوب افريقيا في 19 الشهر الماضي، وشملت ايطاليا والمغرب.