الجزائر - رويترز، أ ف ب - قال مسؤول في وزارة العدل الجزائرية امس ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيبدأ خلال الاسبوع المقبل اطلاق خمسة آلاف من الاسلاميين المتشددين، في وقت يستعد لاجراء استفتاء على "قانون الوئام الوطني" لانهاء اعمال العنف التي شهدتها البلاد لأكثر من سبع سنوات. واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "الاثنين المقبل يصادف الذكرى ال37 لاستقلال الجزائر، وسيشهد هذا اليوم الاعلان عن اطلاق خمسة آلاف ارهابي كانوا يعملون ضمن شبكة تدعم الجماعات المسلحة لكنهم لم يتورطوا مباشرة في هجمات او مذابح". وامتنع المسؤول نفسه عن التعليق عما اذا كان العفو الرئاسي سيشمل زعيمي "الجبهة الاسلامية للانقاذ" عباسي مدني وعلي بلحاج. وذكرت صحيفة "لاتربيون" اليومية امس ان الرئيس بوتفليقة الذي يسعى للحصول على تأييد واسع لاتفاق السلام الذي توصل اليه مع متشددين اسلاميين، سينظم استفتاء على الاتفاق في تموز المقبل. ونقلت "لا تريبون" عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة قولها "الاستفتاء سيجري في تموز". وقال بوتفليقة السبت انه سيدعو الى استفتاء على الاتفاق لكنه لم يحدد موعداً. ومن المقرر ان يكون مجلس الوزراء اجتمع امس لوضع مشروع قانون في شأن اتفاق السلام. وستقدم الحكومة المشروع بعد ذلك الى البرلمان للتصويت عليه خلال الاسبوع الجاري. والنتيجة تبدو واضحة، اذ ان الاحزاب الموالية للحكومة تتمتع بغالبية كبيرة في المجلس التشريعي المؤلف من 380 مقعداً. ولكن بوتفليقة يبدو حريصاً على الفوز بمساندة شعبية كبيرة للاتفاق، اذ صرّح السبت بأنه سيجري الاستفتاء بصرف النظر عن نتائج التصويت البرلماني لإتاحة الفرصة للمواطنين لإبداء رأيهم فيه. وقال محللون انه اذا فاز بوتفليقة بمساندة كبرى في الاستفتاء فسيتمكن من تهميش اي معارضة محتملة من المغالين في معاداة الاسلاميين في الجيش وبين المعارضة. ويجيء مشروع القانون الذي سمي "قانون الوئام الوطني" واطلاق المحتجزين رداً من جانب بوتفليقة على قرار "الجيش الاسلامي للانقاذ" الشهر الجاري بإنهاء حملته المسلحة والقتال الى جانب القوات الحكومية ضد المتشددين الذين رفضوا محادثات السلام مع السلطات وتعهدوا مواصلة العنف. وبحسب صحيفة "الوطن" فان "15 ألف ارهابي" وهو التعبير الذي تطلقه الصحف على الاسلاميين المسلحين، سيستفيدون من هذا القانون. اما صحيفة "الخبر" فأوضحت ان العفو الرئاسي الذي سيعلن عنه في الخامس من تموز لمناسبة عيد الاستقلال، سيطاول خمسة آلاف اسلامي تراوح اعمارهم بين 18 و35 عاماً سجنوا بعد ادانتهم بدعم الاسلاميين المسلحين. وعلى الصعيد الأمني، ذكرت الصحف الجزائرية امس ان مجموعة اسلامية مسلحة قتلت شرطياً الأحد في تلا عثمان في منطقة تيزي اوزو 100 كلم شرق الجزائر العاصمة. وأضافت ان الشرطي قتل في مقهى بينما كان يحاول صد مجموعة مسلحة حاولت فرض اتاوات على المقهى ورواده. وكانت مجموعة مسلحة قتلت، الجمعة الماضي، احد "الوطنيين" في تقمونت في المنطقة نفسها كما قتل عسكري وأصيب اربعة آخرون في مكمن قرب جيجل 300 كلم شرقاً.