تصاعدت في الشارع الصربي المطالبة باستقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بعدما نددت الكنيسة بنظامه وحمّلته مسؤولية الحرب الأطلسية على البلاد. وسيّر المعارضون لميلوشيفيتش تظاهرة مطالبة برحيله في وسط صربيا امس. نظمت جماعات معارضة صربية اطلقت على نفسها "التحالف من اجل التغيير"، مهرجاناً جماهيرياً في مدينة جاجاك في وسط صربيا امس الثلثاء، وطالبت باستقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش واجراء انتخابات مبكرة. وجاء ذلك في وقت ظهر مزيد من علامات الاستياء الشعبي ضد نظام بلغراد، خصوصاً بعدما نددت الكنيسة الأرثوذكسية الصربية بنظام ميلوشيفيتش "لتسببه في عمليات حلف شمال الاطلسي الجوية ضد يوغوسلافيا". وقال مطران كوسوفو الصربي ارتيميا رادوسافلييفيتش في مهرجان صربي قرب بريشتينا ان "ميلوشيفيتش اساء الى الجميع، ولكنه صب جام شروره على الصرب انفسهم فشرّدهم من سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والآن من كوسوفو". والى ذلك أفاد عضو قيادة الحزب الديموقراطي في صربيا سلوبودان فوكسانوفيتش تعليقاً على تحركات المعارضة ومهرجان جاجاك، ان "كل الشعب في صربيا اصبح يدرك ان سياسة ميلوشيفيتش منيت بالهزيمة". وأضاف فوكسانوفيتش وهو احد منظمي حملة المعارضة ان المواطنين في صربيا "اصبح عليهم ان يواجهوا حقائق محزنة جداً، تتمثل في فقدان كوسوفو والانعزال في وسط اوروبا ومشاكل اقتصادية صعبة". ووصف الأمر مع ميلوشيفيتش بأنه "لم يعد سياسياً، لأنه صار قضية بقاء أمة". واتخذت السلطات الحكومية امس اجراءات امنية مشددة في جاجاك وسدت الشرطة كل الطرق المؤدية الى مكان التجمع وسط المدينة. ويذكر ان المعارضة الصربية تسيطر على المجلس البلدي لمدينة جاجاك منذ الانتخابات المحلية اواخر 1996. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وصفت الرئيس ميلوشيفيتش اول من امس بأنه "خائن لكل صربي شريف وليس له مكان في مستقبل المنطقة". كوسوفو وعلى صعيد آخر، أفاد الناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية في بريشتينا بأن مقاتلي جيش تحرير كوسوفو "التزموا الاتفاق الذي تم مع قيادتهم في شأن نزع اسلحتهم". وأوضح انه "اصبح محظوراً الآن على مقاتلي جيش التحرير ارتداء ثيابهم العسكرية ورفع شعارات الجيش او حمل سلاحهم خارج نقاط تجمعاتهم". واعتبر الناطق ان انهاء انشطة جيش التحرير كتنظيم مسلح "سيؤدي الى طمأنة الصرب للبقاء في الاقليم". وقالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في عددها الصادر امس ان "ستة من كوادر او قياديي جيش تحرير كوسوفو قتلوا في سجون تابعة لهذا التنظيم بأمر من المسؤول السياسي للجيش هاشم ثاتشي ومعاونيه عزام سيلا وخاويت هاليتي".