أُفيد أمس الشرطة البريطانية اعتقلت الشهر الماضي إسلامياً جزائرياً طلب اللجوء السياسي بعد وصوله الى لندن من باريس. وهذه الحادثة هي الثانية من نوعها، إثر اعتقال الشرطة إسلامياً تونسياً فر من فرنسا أيضاً وطلب اللجوء. واللافت في موضوع الرجلين انهما اعتُقلا في سجن بلمارش المخصص للمعتقلين الأمنيين، بدل اعتقالهما في مراكز اعتقال مخصصة للاجئين. وأفاد "المرصد الإعلامي الإسلامي" أمس ان الجزائري م. عبدالرحمن مواليد 1961 اعتُقل بعد وصوله الى محطة قطارات ووترلو في لندن قادماً من باريس في العاشر من أيار مايو الماضي وحُقق معه في أحد أقسام الشرطة قبل إحالته على سجن بلمارش، جنوب شرقي لندن، و"مُنعت عنه الزيارات". وكان عبدالرحمن فر من الجزائر الى اسبانيا سنة 1994، ومنها الى فرنسا. لكنه اعتُقل في حزيران يونيو 1995 واتُهم بتقديم دعم للجماعات الإسلامية الجزائرية. وبدأت محاكمته في باريس مع ثمانية آخرين في خريف العام الماضي، وصدر عليه الحكم في 19 كانون الثاني يناير الماضي بالسجن اربع سنوات احتُسبت منذ تاريخ اعتقاله والإبعاد من الأراضي الفرنسية. وبعد خروجه من السجن فر عبدالرحمن الذي يوصف بأنه من "مناصري جبهة الإنقاذ"، الى لندن وطلب اللجوء. وكانت حادثة مماثلة حصلت في الفترة نفسها مع شاب تونسي فر من فرنسا الى بريطانيا. إذ اعتقلت سلطات الهجرة في مطار هيثرو م. بن طاهر الذي ينتمي الى"الجبهة الإسلامية" وهي تنظيم سلفي إثر فراره من فرنسا بعدما قضى فترة سجن في قضية تهريب أسلحة الى الجماعات المسلحة الجزائرية شبكة باربينيون. ويُزعم ان أجهزة أمن فرنسية حاولت تجنيده للعمل لمصلحتها، وهو تظاهر بقبول ذلك ما سمح له بالانتقال الى بلجيكا ومنها الى بريطانيا حيث طلب اللجوء في 13 أيار الماضي. لكن الشرطة نقلته الى سجن بلمارش و"منعت عنه الزيارات". ويبدو ان السلطات البريطانية تشعر بحرج إزاء طريقة التعامل مع طالبي اللجوء الآتين من دول اوروبية. فمن المعروف ان قوانين الهجرة توجب على طالب اللجوء ان يُقدّم طلبه في "أول مكان آمن" يصل اليه بعد فراره من دولته. وقبول اللاجئين الآتين من اوروبا ان بريطانيا تُقر بأن دول القارة "غير آمنة".