أعلن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان في اليوم الثالث من محاكمته انه غير مسؤول عن الاعدامات التي ارتكبها حزبه، ولا عن الهجمات على اهداف مدنية، ملقياً مسؤولية ذلك على عناصر غير منضبطة في صفوف تنظيمه. وأكد اوجلان ان هناك خلافات في صفوف حزب العمال الكردستاني في شأن الهجمات على الأهداف المدنية. وتتناقض هذه التصريحات مع اقواله امس انه مسؤول عن جميع اعمال الكردستاني. وخصصت جلسة محاكمة اوجلان في جزيرة امرالي النائية امس لاستجوابه وسماع اقواله في ما جاء في مذكرة الادعاء العام، ثم الاستماع الى اقوال واتهامات عائلات القتلى من الجنود الأتراك. وأحدثت اعترافات اوجلان التي ادلى بها في المحكمة خلال اليومين السابقين صدى واسعاً، على الصعيدين الداخلي والعالمي، بعدما شرح تفاصيل علاقته بمختلف المنظمات والشخصيات السياسية. وقال اوجلان ان محازبيه تلقوا تدريبات منظمة في اليونان على عمليات التفجير ضد المواقع السياحية في تركيا بعد عام 1990. وأضاف انه لم يذهب الى اليونان قبل خروجه من سورية، وان اليونان هي التي قدمت اليه جواز سفره المزيف الذي كان يحمله عندما القي القبض عليه. وهو جواز قبرصي. اما عن علاقة حزبه بقبرص فأشار الى انها لم تكن على مستوى عال، ولكن قبرص لعبت دوراً في مساعدة عناصر الحزب على التنقل من والى اوروبا. فيما ساعدت بعض الكنائس هناك حزبه في عمليات التمويل. واعترف اوجلان بأنه ساوم بعض النواب الألمان عندما كان في سورية لاطلاق سراح بعض عناصر حزبه المعتقلين في المانيا مقابل انهاء اعمال العنف هناك، وأكد انه قابل للغرض نفسه بعض اعضاء الحكومة الالمانية. ونفى عن نفسه تهمة اعطاء اوامر تفجير وتفخيخ المواقع السياحية او بعض المصانع في تركيا، ونفى ايضاً مسؤوليته عن قتل بعض اعضاء حزبه مؤكداً ان مجلس قيادة الحزب كان يتصرف تلقائياً. وأما في ما يتعلق بتجارة المخدرات فقال ان حزبه لم يتعاطاها، ولكنه لم ينف ان بعض العناصر فرضت اتاوات على تجار المخدرات، وعلى بعض رجال الاعمال من الاكراد. وعن علاقته بإيران قال اوجلان ان طهران كانت تغض بصرها عن نشاط حزبه الذي بنى لنفسه مستشفى هناك، ولكن السلطات الايرانية كانت تصادر اسلحة الحزب وترسلها الى حزب الله في جنوبلبنان. وسئل مراراً عن علاقة حزبه بسورية، فأجاب ان الكثير من السوريين الذين قدموا الدعم اليه كانوا من اكراد تركيا الذين هاجروا الى سورية، ونفى ان تكون الحكومة السورية تدخلت لتنظيم او تدريب هؤلاء عسكرياً لينضموا الى حزبه. وأكد انه لم يلتق رفعت الأسد، ولم يكن على اتصال معه. وفي رده على سؤال هل الاستراتيجية السورية تقوم على استخدام الحزب ضد تركيا قال ان لا علم له بذلك. وأضاف انه طالب اكثر من مرة باعطاء اكراد سورية حقوقهم الديموقراطية والسياسية. وحضر الجلسة امس القاضي الاحتياط تحسباً لتعديل قانون المحكمة وسحب القاضي العسكري منها. وتحدث احد محامي عائلات الجنود الاتراك وهو كردي فقال ان الاكراد والأتراك يعيشون على هذه الأرض معاً منذ ثلاثة آلاف سنة، ولن ينجح احد في الايقاع بينهم او تفريقهم، وشاركه اوجلان الرأي في ما قال. وبعد ذلك اتاح القاضي الفرصة لاحدى ارامل الجنود الأتراك فتحدثت كيف قتل عناصر حزب العمال زوجها امام عينيها. واثر حديثها في جميع الحضور بمن فيهم أوجلان الذي ابدى اسفه ولكن في صمت. ثم اضطر القاضي الى رفع الجلسة بعدما انتابت المدعية نوبة من الصراخ وأغمي عليها. وتستأنف المحكمة جلساتها اليوم فيما يشير القانونيون الى ان المحاكمة أوشكت على نهايتها بعدما اعترف اوجلان بكل نشاطات حزبه، وتوقعوا ان يطلب محاموه خلال الجلسات المقبلة فرصة زمنية لتحضير مذكرة دفاع.