قال الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، في اليوم الثاني من محاكمته ان سورية وايران واليونان تتغاضى عن نشاطات حزبه، لكنها لا تقيم علاقات رسمية معه. وأضاف ان أثينا "أمدتنا بدعم مالي بصور مختلفة، وزارنا جنرالات يونانيون في البقاع اللبناني لكن الجنرالات أنفسهم ساعدوا في اعتقالي". وبث أقوال أوجلان التلفزيون الرسمي التركي المخول وحده، مع وكالة "الأناضول" نشر معلومات من قاعة المحكمة في جزيرة ايرالي. وتخشى السلطات التركية ان يحول أوجلان محاكمته الى دفاع عن القضية الكردية، في وجود وسائل الإعلام العالمية، لذلك لم تسمح بنقل وقائع الجلسة، ولم يبث التلفزيون من كلام أوجلان سوى المقاطع التي تدينه وتظهره نادماً، وتدين الدول التي ساندته. ويحاول الزعيم الذي يحاكم بتهمة الخيانة العظمى ان ينقذ رأسه من خلال عرضه ان يكون وسيطا لا غنى عنه لوضع حد للتمرد الكردي. واستند أوجلان في دفاعه الى توجيه رسالة سلام، مؤكدا انه على استعداد للتعاون مع الدولة التركية، متعهدا بوقف تمرد حزب العمال الكردستاني "خلال ثلاثة اشهر" اذا اصدرت محكمة امن الدولة التي تحاكمه عفوا عنه. واوجلان المتهم بالخيانة وبالسعي الى تقسيم تركيا، حملته النيابة العامة المسؤولية عن جميع الاعمال التي ارتكبها حزب العمال الكردستاني حلال 15 عاماً من التمرد، وقد يحكم عليه بالاعدام. وأقر أوجلان بالتهم الموجهة اليه منذ اليوم الاول لمحاكمته مؤكدا "اعترف بكامل المسؤولية عن جميع الاعمال المنسوبة الي في قرار الاتهام". وقدم اعتذارات الى عائلات الجنود الذين قتلوا في مناطق جنوب شرقي تركيا حيث تعيش غالبية كردية، وتشكل ساحة للتمرد الكردي على السلطات التركية. وسواء كان الندم صادقا ام لا، فإن المهم هو معرفة اي جواب ستعطيه، محكمة امن الدولة في انقرة التي تحاكمه، على رسالته السياسية، وما رد الدولة التركية. وسبق لاوجلان ان اعلن في السابق وقف النار ثلاث مرات من جانب واحد الا ان دعواته تلك جوبهت برفض تركيا التي رفضت على الدوام التفاوض مع الذي تعتبره ارهابيا. وأرفق أوجلان رسالته السلمية بتحذير الى المحكمة مشدداً على "اذا شنقتموني فان احداثا لن يمكن ضبطها قد تقع، لا سيما في اوروبا" حيث تعيش جالية كردية كبيرة. واوضح "اذا لم تلتقط فرصة السلام فان عدد القتلى قد يصل الى مئة الف" وأسفر النزاع جنوب شرقي تركيا عن سقوط 31 الف قتيل منذ العام 1984. وكان الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني وجه قبل المحاكمة تحذيراً مفاده ان حكما بالاعدام على زعيمه سيؤدي الى "سلسلة من ردود الفعل". وأيد محامو اوجلان حجج موكلهم مشددين في بيان اصدروه على ان تصريحات اوجلان "يجب ان تكون اساس السلام والاخوة للجميع" في تركيا وان المحاكمة يجب ان "تجلب السلام".