كثفت قوات حلف شمال الاطلسي دورياتها في كوسوفو لوقف الهجمات الانتقامية التي تشنها جماعات من الألبان العائدين الى ديارهم ضد الصرب. وأفاد الناطق باسم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بريشتينا دينيس ماكنمارا ان "حوالى 300 ألف لاجئ الباني عادوا الى ديارهم في كوسوفو من البانياومقدونيا والجبل الأسود". وأشار الناطق الى ان المفوضية فتحت مكاتب لها في العاصمة بريشتينا ومدن بيتش وأوروشيفاتس وبريزرين "لتسهيل عودة اللاجئين وتنظيم وصول المساعدات اليهم". وأضاف ان قوات حفظ السلام الدولية كثفت مساعيها لازالة الالغام الصربية والقنابل الاطلسية التي لم تنفجر "خصوصاً في المناطق الريفية التي عاد اللاجئون اليها". وأكد قائد قوات الحلف الاطلسي في كوسوفو الجنرال مايكل جاكسون ان الجنود الدوليين "سيستخدمون القوة اذا تطلبت الحاجة لوضع حد لأعمال العنف التي اجتاحت عدداً من المناطق في الاقليم". وأشار الى ان "التوتر لا يزال شديداً في بريشتينا وعدد من المدن ويحاول الجنود تهدئة الوضع بين الجماعات المختلفة". وطالب الجنرال جاكسون دول الحلف الاطلسي "بارسال المزيد من تعزيزات قوة حفظ السلام بأقصى سرعة". وجاء ذلك اثر موجة اعمال النهب والسلب التي تعرضت لها المحلات في بريشتينا وإحراق منازل السكان الصرب والغجر في مدينة بيتش. وذكرت القوات الاطلسية في كوسوفو امس ان "14 شخصاً من سكان الاقليم قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الاخيرة اضافة الى جندي ايطالي". وقرر الحلف الاطلسي رفع الحظر الذي فرضه لمدة ثلاثة أشهر على حركة الطيران المدني في اجواء سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ورومانيا وبلغاريا ويوغوسلافيا ومقدونيا فيما أبقى المنع سارياً فوق اقليم كوسوفو. وكان الحلف بالتعاون مع المنظمة الأوروبية لحرية الملاحة الجوية فرض قيوداً مشددة على الطيران المدني وقت الغارات الجوية في عدد من دول منطقة البلقان. واستأنفت امس حركة الطيران الدولي في مطار بلغراد وبدأت طائرات الخطوط الجوية اليوغوسلافية يات رحلاتها الدولية. وينفذ اعتباراً من اليوم السبت قرار البرلمان اليوغوسلافي بانهاء حال الحرب التي فرضت على البلاد منذ بدء الغارات الجوية الاطلسية في 24 آذار مارس الماضي وكان البرلمان اتخذ قراراً بانهاء حال الحرب اول من امس الأربعاء. وعلى صعيد آخر تظاهر اكثر من عشرين الف شخص في العاصمة المقدونية سكوبيا ضد حكومة مقدونيا التي اتهمها المتظاهرون بأنها "خانت المصلحة الوطنية وأصبحت صنيعة للحلف الاطلسي". وقاد التظاهرة رئيس الوزراء السابق برانكو تسرفنكوفسكي الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الاشتراكي ويقود المعارضة في مقدونيا.