بعد أقل من 24 ساعة على التهديدات التي أطلقها رئىس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بضرب أهداف مدنية لبنانية، ترجمت هذه التهديدات أمس أفعالاً، إذ أغارت طائرات حربية إسرائيلية عند الأولى إلا عشر دقائق من بعد الظهر على مرتفعات جنتا قرب بعلبك وألقت أربعة صواريخ على المنطقة، التي استهدفت قبل نحو اسبوعين وأدّت إلى مقتل أم وأطفالها الستة. ونفّذت الطائرات غارة ثانية على تلة السويداء القريبة من بلدة نحلة وألقت صاروخين على عمود إرسال إذاعة "صوت المستضعفين" التابعة ل"حزب الله" وقد توقفت الإذاعة عن البث على الموجة المتوسطة. وأدّت الغارة الإسرائيلية على جنتا إلى جرح سبعة مواطنين، بينهم ستة من عائلة واحدة، هم: الطفلة شجون أيوب سنتان وأمل أيوب 5 سنوات وسارة أيوب 18 سنة وتحفة أيوب 45 سنة وحمدة هيكل أيوب 65 سنة وحمزة شحادة أيوب 60 سنة وجنان حسام بقير، من جراء سقوط صواريخ جو - أرض، إضافة إلى أضرار مادية. وجبهت الطائرات، التي استمرت بالتحليق لأكثر من ساعة بعد الغارة، بنيران المضادات الأرضية. وضربت القوى الأمنية اللبنانية طوقاً حول مكان الغارات خوفاً من وجود صواريخ وقنابل موقوتة يعتقد أن الطائرات المغيرة قد ألقتها. وجاء الإعتداء الجوي الإسرائيلي في الوقت الذي كانت دار الفتوى في البقاع تقيم إحتفالاً تأبينياً في مجدل عنجر لشهداء مجزرة جنتا الذين قضوا من جراء الغارة التي استهدفت هذه المنطقة في 22 كانون الأول ديسمبر الماضي وأدّت إلى استشهاد عائلة مؤلفة من الأم وستة من أبنائها. وأكد مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس أن "الإعتداءات الإسرائيلية لا تجابه إلا بالمقاومة وأن التحالف مع سورية هو الرد العملي لمجابهة كل المؤامرات". وأكد مسؤول "حزب الله" في البقاع الشيخ محمد يزبك ان "العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا بلغة القوة. بالأمس كانت جنتا واليوم بعلبك ونحن جاهزون، وعلى العدو أن يستعد لتلقي ضربات المقاومة". وشدد على "ضرورة التماسك والوحدة لمجابهة التطورات المقبلة". وفي الإعتداءات أيضاً، قصفت قوات الإحتلال صباحاً محيط عربصاليم وجبل سجد والجبل الرفيع بعد قصف فجراً استهدف أطراف بلدات قبريخا وتولين ومجدل سلم. وفي المقابل، أعلنت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ان مجموعة منها هاجمت موقع العدو وعملائه في القنطرة مستخدمة الأسلحة الرشاشة والصاروخية. إلى ذلك، وفيما استمر حصار قوات الإحتلال الإسرائيلي وجهاز أمن "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل، على بلدة شبعا للأسبوع الثاني على التوالي، تمكن سبعة طلاب جامعيين من خرقه والتوجه إلى المناطق المحررة في البقاع الغربي عبر الجبال. وأكدوا أن قوات الإحتلال استجوبت 90 شخصاً من البلدة فيما بلغ عدد المعتقلين 15 شخصاً اقتيدوا إلى معتقل الخيام. ووجّه أهالي البلدة نداء إلى الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الإنسانية من اجل العمل على فك الحصار وتأمين المواد الغذائية والمحروقات إلى البلدة. وفي المواقف الإسرائيلية المتعلقة بالإنسحاب من جنوبلبنان أو عدمه، قال رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال شاوول موفاز "ان اسرائيل ستجد نفسها في حال انسحابها ملزمة بالعودة الى المنطقة الحدودية المحتلة، لأن العمليات ضدها لن تتوقف إذا لم تتول جهة معينة المسؤولية في الجنوب". وأضاف "ان الأصوات المطالبة بالإنسحاب قليلة مقارنة مع تلك المطالبة بالبقاء حتى التوصل الى ضمانات أمنية". وسألت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "من نصدق في موضوع التهديدات ضد لبنان او عدمها؟ فبينما يصعّد الطاقم الوزاري الإسرائىلي المصغر تهديداته فإن موفاز يقول أن لا تصعيد". وقالت الصحيفة "ان في التهديدات رائحة إنتخابات من خلال سعي رئىس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى جذب الأصوات في مواجهة خصومه، وهذه التهديدات هي عرض للقوة يلبي الكثير من تطلعات الإسرائيليين". وفي المقابل أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، ان "في كل مرة يعتدي العدو الصهيوني على المدنيين بالصواريخ او بالطائرات ويخالف تفاهم نيسان ابريل سيكون لنا حق الرد في الزمان والمكان والأسلوب الذي نراه مناسباً". ورأى في التهديدات "تضييعاً للحقائق لأن الجميع يعلم اننا اطلقنا الكاتيوشا رداً على مجزرة جنتا، ولن تردعنا هذه التهديدات الفارغة لأننا نتعامل مع عدو يعتبر وجوده عدوانياً سواء قصف أم لم يقصف".