سئل وزير الخارجية الإيراني الدكتور كمال خرازي خلال زيارته لبيروت كيف توفق إيران بين دعوتها إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة وعودة السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط وبين استمرارها في احتلال الجزر العربية في الخليج العربي. فرد: "كنت أتوقع في هذا الحضور، الذي يمثل شلة من أصحاب الثقافة والفكر، أن يُطرح سؤال مرتبط بحضورنا وبمداولاتنا هنا. ولكن مع الأسف، لا علاقة لسؤالكم بما تفضلنا به، فنحن طالبنا بتحرير الاراضي العربية وتأمين الاستقرار وإرجاع الحقوق إلى أصحابها. وهناك حقيقة أخرى هي أن هذه الجزر تعود إلى الأراضي الإيرانية، وقد احتلتها بريطانيا لفترة موقتة، وعندما خرجت منها عام 1970 رجعت مرة أخرى إلى السيادة الإيرانية، والوطن الأم، ومن هذا المنطلق لا نرى أي علاقة بين الجزر والاحتلال الاسرائيلي، لأن الجزر إيرانية منذ القدم وسكانها هم من مواطني إيران بالذات، وإذا ذهبنا إلى أبعد من ذلك نرى أن الايرانيين كانوا سكنوا في الدول الواقعة في الخليج الفارسي وضمن الدول العربية الواقعة على ضفاف الخليج الفارسي". المتابع لتصريحات المسؤولين الإيرانيين هذه الأيام حول الجزر الإماراتيةالمحتلة يدرك أن إيران حسمت احتلال الجزر، وتمهد للمطالبة بما هو أكثر من ذلك. في الماضي القريب كانت طهران تتحدث عن المفاوضات مع الإمارات، أما اليوم فإنها تلمح إلى أن الإيرانيين لهم حقوق في الضفة الأخرى من الخليج، بحجة أنهم "كانوا سكنوا فيها". التيارات السياسية في إيران تختلف في أمور كثيرة لكنها تتفق حول ملكية الجزر الإماراتية، فهذا الكلام صدر أيضاً عن عدد من السياسيين الإيرانيين كان آخرهم السيد حسن روحاني نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني الذي يدعي ان "التاريخ أثبت أن لا علاقة لدولة الإمارات بهذه الجزر".