تحتفل أميركا اليوم بميلاد ارنست همنغواي المئوي. وتحيي في معرضين له ذكرى الروائي الذي افترسه الوهن الجسدي والانحطاط في قواه، فقتل نفسه ببندقية صيد في منزله في ايداهو في 1961 قبل 3 أسابيع من ميلاده ال61 وبعد 7 سنوات على حيازته جائزة نوبل للآداب في 1954. الذين لم يقرأوا همنغواي يعرفونه من خلال لحيته الكثيفة وقبعته التي يعتمرها عادة البحارة الطليان. وتبدو صوره بطاقة العيد بين كلماته التي تجمع العذوبة والجزالة والسهولة والرصانة، بعيدة عن سماجة التركيب. أما الذين لا يعرفون شكله فسيجدون مئات الصور الفوتوغرافية الجديدة والبورتريهات والتذكارات في ناشونال بورتريه غاليري التي افتتحت معرضها عنه أول من أمس. وفي اواك بارك في ضاحية شيكاغو حيث ولد همنغواي معرض آخر نظمته "مؤسسة ارنست همنغواي" وفيه قطعة من شظية قنبلة تحولت الى خاتم أصابت قدم الروائي الأميركي وأنهت تطوعه كسائق لسيارة اسعاف على الجبهة الايطالية في الحرب العالمية الأولى. وفي المعرض صورة اغنس فون كوروفسكي الممرضة من الصليب الأحمر في المستشفى الذي عولج فيه همنغواي. وكان له معها علاقة حميمة هي في أساس رائعته "وداعاً أيها السلاح". وفي المعرض أيضاً صور عن همنغواي الصحافي، بل المراسل في الحرب الأهلية الاسبانية ثم العامل بنشاط مع المقاومة الفرنسية، ومشاجراته مع مراسلين حربيين آخرين بسبب جمعه السلاح للمقاومين في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. أما بورتريهات همنغواي فتبرز شخصيته المتوهجة وحياته المتموجة مع مخطوطات بقلمه تظهر اسلوبه المصفح بالرقة وكأن ألفاظه قوالب لمعانيه في لغة اثارت الاعتراض في زمانها وكشفت الروائي الذي رفض دور المتفرج واحب التورط بالأحداث والناس من خلال مصارعي الثيران والحرب وصيد السمك التي تبدو وكأنها "أبطال" قصصه القصيرة ورواياته، بدءاً ب"الشمس تشرق أيضاً" في 1926 ومذكراته في "موت بعد الظهر" و"الشيخ والبحر" ثم "لمن تقرع الأجراس" وغيرها. أما كتابه الجديد الذي حققه ونشره ابنه باتريك همنغواي عنوانه "الحقيقة في النور الأول" فقد استقبله القراء بمشاعر وأهواء وآراء مختلفة.