السيد المحرر، كتب الاستاذ بلال الحسن مقالين عن المصالحة السودانية واشار الى ان وراء هذا الصلح الولاياتالمتحدة. وشكّك في هذه المصالحة … وبداية اتفق مع الكاتب في تحليله ان وراء الصلح اميركا. وهذه نتيجة لا تحتاج لعناء في الوصول اليها، فهي بنفوذها تسعى لاعادة الديموقراطية الى سوداننا الحبيب … وهذا ليس التدخل الوحيد لاحلال السلام في احدى مناطق العالم اذ رأيناها وراء اتفاق "واي ريفر" وسمعنا ياسر عرفات يجزل لها الكثير من الشكر وهي تستحقه وطالب حتى بتحكيم سي. اي. ايه بينه وبين الاسرائيليين ولم نحتجّ على ذلك ولم نصرخ فهو ادرى بمصالح شعبه. ولكن ما يحيرني كثيراً تشكيك الحسن في هذه المصالحة! وماذا يريد؟ هل يريد لنزيف الدم السوداني ان يستمر …. نحن يا بلال نزفنا خلال السنوات العشر الاخيرة كثيراً من الدم وجعنا وتشردنا كثيراً. هل قرأت عن طلابنا الذين تقودهم الجبهة الحاكمة الى جبهات القتال بالآلاف تعدهم بالجنّات … ولا يعودون … هل رأيت ما نقلته وسائل الاعلام العالمية عن الجوع الذي أفنى اكثر من مليون من اهلنا الجنوبيين وهل تبرعت بشيء لهولاء؟ حصدت الملاريا والحمى الشوكية اهلنا وليس لديهم امكانات لشراء العلاج بعد ان اصبح يكلّف الآلاف في عصر دولة التوجه الحضاري … فتحت بلادنا ابوابها لأسامة بن لادن وايمن الظواهري وغيرهم من شذاذ الافاق واغلقتها في وجه الطيب صالح ومحمد وردي …. وبعد كل ذلك عندما يثوب حكّام الجبهة الى رشدهم ويفيقوا من غيهم ويريدوا ان يوقفوا هذه المأساة تحتجون على ذلك وتهددون يا بلال… ماذا يعيب اذا تدخلت اميركا لتحقن الدماء وقد فعلتها من قبل بين الفلسطينيين واسرائيل وفي لبنان …. ثاب حكّامنا في السودان الى رشدهم وعادوا الى صوابهم بعد ان انهار مشروعهم الحضاري وتراجعوا عن مشروع غزو العالم فهل نلومهم على ذلك ام نساعدهم للرجوع الى الحق والرجوع للحق فضيلة …. محمد الحسن محمد عثمان قاضي سوداني سابق مقيم في الولايات المتحدة