هل أصبح بيل غيتز رئيس شركة "مايكروسوفت" مثل القبطان أهاب صياد الحيتان في رواية "موبي ديك" المشهورة؟ هذا السؤال طرحه محرر الأعمال في صحيفة "نيويورك تايمس"، للمقارنة بين سعي ذلك القبطان المأسوي وراء الحوت الأبيض وسعي بيل غيتز من أجل تطوير جهاز منزلي يجمع بين الكومبيوتر والانترنت والتلفزيون. سؤال سيء النية، المقارنة الواردة فيه تهدف الى التنبيه الى امتداد ذراع "مايكروسوفت" الاحتكارية الى صناعات جديدة بعد أن بسطت سيطرتها المطلقة على صناعات الكومبيوتر الشخصي. "قدس الأقداس" الحوت الأبيض الذي يلاحقه بيل غيتز هو جهاز نصفه تلفزيون ونصفه الآخر كومبيوتر. هذا الجهاز الذي سيحمل بواسطته غيتز الكومبيوتر من المكاتب الى المنازل سيعيد خلق صناعات الكومبيوتر الشخصي. بواسطته يتم دمج الكومبيوتر الشخصي وجهاز التلفزيون وشبكة الانترنت. ويعتقد محرر الأعمال في "نيويورك تايمس" جون ماركوف أن بيل غيتز مهووس بفكرة إدخال نظام "ويندوز" في كل مكان. فبعد أن تغلغل النظام في كل زوايا صناعات الكومبيوتر، من الأجهزة الكبيرة "مين فريم" الى الكومبيوتر المدمج داخل السيارات يسعى نحو "وندزة" التلفزيون. وقد يعود ذلك الى أن التلفزيون الرقمي يمثل "قدس الأقداس"، حيث تتشابك أنشط صناعات الولاياتالمتحدة التي تضم الاعلام والكومبيوتر والترفيه والاتصالات. وتفسر هذه الحقيقة إقدام "مايكروسوفت" أخيراً على توظيف 5 بلايين دولار في شركة صناعات الهاتف والتلغراف الأميركية "أي تي أند تي" كجزء من صفقات عدة لانشاء امبراطورية تلفزيون الكيبل. وحسابات بيل غيتز واضحة وبسيطة. فالتلفزيون موجود في 98 في المئة من منازل الأميركيين، بينما لم يستطع الكومبيوتر أن يبلغ حاجز 50 في المئة. لذلك فان وجود "ويندوز" في العلبة فوق التلفزيون خطوة تاريخية. احتواء الخليوي ومن جانب آخر يواصل بيل غيتز تغلغله في ميدان الهاتف الخليوي. قراره الأخير بتوظيف 600 مليون دولار في شركة الهاتف الخليوي "نيكستيل" Nextel اعتُبر خطوة في الطريق الى لاسلكي المعلومات، التي بدأها منذ عام 1993. تضمن الصفقة انتقال برامج "ويندوز" وخدماتها من المكاتب الى الهواتف النقالة في كل مكان. وتضع الصفقة شبكة الانترنت بين أنامل رجال الأعمال زبائن شركة "نيكستيل"، فيما تضمن موقعاً ممتازاً في شبكات اللاسلكي لخدمات المعلومات الفورية MSN، التي يملكها بيل غيتز. وتتوقع "مايكروسوفت" أن تتجاوز صناعة الهواتف المتصلة بالانترنت صناعة أجهزة الكومبيوتر المحمولة laptop computer في العام المقبل 2000. وصرح بيل غيتز في أعقاب الاعلان عن الصفقة بأن "مايكروسوفت" و"نيكستيل" سيقدمان الجيل المقبل من خدمات اللاسلكي. تتيح هذه الخدمات للجمهور أينما كان البقاء على اتصال بالمعلومات التي يحتاجها في كل مكان". ويتيح ذلك لمستخدمي الهاتف النقال الحصول على خدمات المعلومات الفورية، بما في ذلك البريد الألكتروني والتقاويم وعناوين الكتب ومحتويات الشبكة العالمية WWW، التي تضم عملياً كل شيء في العالم. وستقوم "نيكستيل" من جانبها بمساعدة "مايكروسوفت" في تطوير تكنولوجيا تصفح الانترنت "مايكروبروزر" الخاص بالأجهزة اللاسلكية. وتتوقع الشركتان أن يتيح هذا التحالف الذي يستهدف أوساط الأعمال بيع الخدمات الجديدة بسرعة أكبر من الشركات الاخرى التي تستهدف الجمهور العام. ويقدر الخبراء أن نصف رجال الأعمال الذين يستخدمون الهاتف الخليوي يهمهم الحصول على المعطيات بواسطته.