تكتسب القمة الاوروبية التي تبدأ اعمالها في كولونيا غداً اهمية خاصة في ما يتعلق بمستقبل السياسة الخارجية والدفاع الاوروبي المشترك. ومن المتوقع ان يوافق قادة البلدان ال15 على وضع آليات للقرارات الامنية والقدرات العسكرية حسب معاهدة امستردام التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي. ويتوقع ان يحدد القادة الاوروبيون موعد ضم المنظمة العسكرية "اتحاد اوروبا الغربية" الى المؤسسات المشتركة للاتحاد بعد عام الفين. وينتظر ان يختار الزعماء الاوروبيون "المندوب السامي" للاتحاد الاوروبي. وسيملأ المنصب الجديد الفراغ الذي تعانيه السياسة الاوروبية منذ عقود بسبب انعدام محاور رسمي بالنسبة الى الاطراف الخارجية. وذكر مسؤول القسم الاعلامي في المجلس الوزاري الاوروبي غيرهارد شوايغير ان المنصب الجديد سيعوض النقص الذي كان لاحظه وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر عندما قال انه "لا يعرف الى من يتحدث في بروكسيل". وترجح المصادر الديبلوماسية في بروكسيل ارتفاع حظوظ الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا لتولي مهمة المندوب السامي للاتحاد. وقاد سولانا الديبلوماسية الاسبانية خلال مسار اندماجها في الاتحاد الاوروبي والمشاركة في صنع السياسات الاقليمية للاتحاد كخطة الشراكة الاوروبية المتوسطية، والتقارب مع مناطق اميركا اللاتينية. لكن التاريخ الحديث يحفظ للامين العام لحلف شمال الاطلسي اطلاق عنان المقاتلات الاطلسية لقصف يوغوسلافيا الاتحادية ووقف حملة التطهير العرقي في كوسوفو حتى وان كانت الاستراتيجية العسكرية التي وضعها الجنرالات، من حوله، اخطأت في تقدير حجم الكارثة وأساءت تقدير محدودية القصف الجوي في ردع نظام ميلوشيفيتش. وبعد تزوده بالتجربة العسكرية في امانة الحلف فان الديبلوماسي الاسباني السابق قد يكون افضل المرشحين للاشراف على السياسة الخارجية والدفاع المشترك للاتحاد الاوروبي، واقامة الجسور الاستراتيجية بين الاطلسي من ناحية والاتحاد الاوروبي من ناحية اخرى.