فاجأ الرئيس الاميركي بيل كلينتون المراقبين في المانيا امس باعتماده خطاً أكثر تشدداً ازاء الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وتجاهله الحديث عن المبادرة الروسية وتركيزه على تكثيف الضربات الجوية على يوغوسلافيا الى ان توافق بلغراد على خطة التسوية في كوسوفو التي وضعتها دول الاطلسي. راجع ص 7 وشهدت الساحة الاوروبية مفاجأة اخرى امس بوصول الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا الى روما بعد تجاوب بلغراد مع طلب الحكومة الايطالية وبعض دول الاطلسي في هذا الشأن. واستقبل روغوفا استقبالاً رسمياً وأعلن انه سيكون في ضيافة الحكومة التي التقى رئيسها ماسيمو داليما أمس ووزير خارجيته لامبرتو ديني. وتكتمت المصادر نفسها على مضمون الرسالة التي حملها روغوفا الذي وصل في طائرة خاصة مع جميع افراد عائلته. واعتبر وزير الخارجية الايطالي ان السماح لروغوفا بالسفر يشكل "توجهاً ديبلوماسياً جديداً" من جانب الحكومة اليوغوسلافية الراغبة في "اظهار حسن النية امام العالم". ورحبت احزاب اليسار الايطالي بخطوة بلغراد هذه ورأت فيها "حلاً ديبلوماسياً" للازمة في كوسوفو، خصوصاً ان بلغراد اعلنت ان روغوفا "حر طليق" في تحركاته. وكان الغرب يعتقد ان رغوفا موضوع قيد الاقامة الجبرية في كوسوفو. وترافق ذلك مع اعراب رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان عن اعتقاده بانه اذا باشر الرئيس اليوغوسلافي سحب قواته من كوسوفو ووافق على مبدأ عودة اللاجئين فان الضربات الاطلسية "ستتوقف فورا". وفي الوقت نفسه، رأى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ان العقدتين الاساسيتين في الازمة تتلخصان في طبيعة القوة الدولية الممكن نشرها في كوسوفو وحجم الانسحاب الذي يمكن ان تنفذه القوات الصربية من الاقليم. وفي تصريح ينسجم مع الموقف الذي اتخذه الرئيس الاميركي، استبعد الحلف الاطلسي فكرة نشر قوة دولية تابعة للامم المتحدة مجهزة ب"أسلحة خفيفة" في كوسوفو. وقال انه ليس من حق الرئيس اليوغوسلافي اختيار الدول التي ستشارك في قوة حفظ سلام عسكرية في الاقليم. وقال الناطق باسم الحلف جايمي شي ان هذه القوة يجب ان تكون "متينة ومصممة من جانب الحلف الاطلسي". كذلك شدد المستشار الالماني غيرهارد شرودر على ضرورة نشر "قوة حماية عسكرية" في كوسوفو، يشكل حلف شمال الاطلسي القسم الأكبر منها. ويبدأ شرودر اليوم محادثاته مع كلينتون الذي وصل الى المانيا في زيارة تستغرق يومين قادماً من بروكسيل في جولته الاوروبية الاولى منذ بدء الضربات الأطلسية على يوغوسلافيا. والتقى كلينتون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا والقائد الأعلى لقوات الحلف الجنرال ويسلي كلارك الذي أكد له ان طائرات الحلف "وجهت ضربات موجعة الى البنية التحتية للقوات الصربية" التي قال أنها "توشك على الانهيار التام" بسبب تدمير قدر كبير من طرق الإمداد والاتصالات التابعة لها.