جوهانسبورغ - أ ف ب - يستعد الجنوب افريقيون لطي صفحة نلسون مانديلا في اعقاب الانتخابات العامة التي تبدأ اليوم وينتظر ان تسفر عن فوز خليفته ثابو مبيكي وحزبهما المؤتمر الوطني الافريقي. وتتوقع الاستطلاعات انتصاراً كاسحاً للمؤتمر الوطني الافريقي اذ بينت أن نسبة المؤيدين للحزب الحاكم تراوح بين 59 في المئة و65 في المئة وانه سيحقق الغالبية في ثمانية اقاليم من اصل تسعة. وتحولت الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية نتيجة ذلك الى احتفال مسبق بانتصار حزب مانديلا. وفي آخر كلمة وجهها الى سكان سويتو السود الاحد اطلق نلسون مانديلا الشعار ذاته الذي اطلقه قبل خمس سنوات، عشية اول انتخابات ديموقراطية متعددة الاعراق في جنوب افريقيا قائلا "سييانكوبا!" وهو يعني "اننا نربح" في لغة الزولو. ويبقى سؤال واحد مطروحاً بالنسبة الى المؤتمر الوطني الافريقي وهو: هل سيحصل الحزب الذي يقوده مبيكي منذ كانون الاول ديسمبر 1997 على تأييد اكبر او اقل من 1994 حين حصل على 6،62 في المئة من الاصوات وعلى 252 مقعدا في البرلمان من اصل 400. ومن اجل ضمان نسبة التأييد ذاتها، بعد ان اشارت استطلاعات الرأي في ايلول سبتمبر الماضي الى ان الحزب الحاكم لن يحصل سوى على 51 في المئة من الاصوات، كثف المؤتمر الوطني الافريقي حملته الانتخابية بمساعدة نشطة من مانديلا الذي قارب الثمانين. وقدمت الحكومة وعوداً بتسريع الاصلاحات لمعالجة الآفات التي تعاني منها البلاد وتدينها المعارضة، ومن بينها البطالة والفقر ومعدل الجريمة المرتفع والفساد، متهمة احزاب البيض بعرقلة التغيير. وكرر مبيكي خلال الحملة ان حكومته ستكون اقوى واكثر فعالية وستعتمد مركزية اكبر للاستجابة لتطلعات القسم الاكبر من الجماهير، اي الغالبية السوداء. ويبدو ان الناخبين سمعوا جيدا هذه الوعود واقتنعوا بصدقها علماً بأنهم ما زالوا يقدرون المؤتمر الوطني الافريقي لدوره في اسقاط نظام الفصل العنصري. وكان الجدل السياسي تركز مع تطور الحملة الانتخابية على مسألة غالبية الثلثين المطلوبة للسماح للمؤتمر الوطني بتعديل بعض بنود الدستور من دون الحصول على موافقة الاحزاب الاخرى وهل ستكون عنصراً يساهم في فاعلية الاداء الحكومي او على العكس ستشكل خطر نشوء نظام "الحزب الواحد". وكانت المفاجأة الرئيسية خلال الحملة الانتخابية الهدوء النسبي الذي سادها وهو دليل على "تطبيع الوضع" في جنوب افريقيا. وعلى رغم وقوع بعض الحوادث، لا سيما في اقليم الكاب الغربي وكوازولو - ناتال، لم يتفاقم التوتر الى حد التسبب في اشتباكات ما رسخ الشعور العام بان الحملة كانت سلمية خلافا لسابقتها في 1994. وساهم اتفاق السلام الذي وقع في 14 ايار مايو الماضي بين المؤتمر الوطني الافريقي وحركة الزولو انكاتا في كوازولو - ناتال بشكل كبير في الحؤول دون وقوع اشتباكات دموية شبيهة بتلك التي شهدتها حملة 1994. وبما ان الرهانات الوطنية ليست موضع جدل فان الاهتمام في الانتخابات يتركز على معرفة اي من احزاب المعارضة سيحصل على اكبر قدر من التأييد وكذلك على النتائج في الاقليمين اللذين هزم فيهما المؤتمر الوطني في 1994 وهما الكاب الغربي وكوازولو - ناتال. وفي صفوف المعارضة تبدو المنافسة حامية استنادا الى استطلاعات الرأي بين الحزب الوطني الجديد الحزب الحاكم في عهد الفصل العنصري الذي حصل على 20 في المئة من الاصوات في 1994 وبين الحزب الديموقراطي ممثل اليمين الليبرالي الذي يسجل تحسنا مستمرا في شعبيته بين الناخبين البيض. ويبقى الفارق شاسعا جدا بين المؤتمر الوطني الافريقي وهذين الحزبين اللذين تشير استطلاعات الرأي الى امكان حصول كل منهما على اقل من 10 في المئة من الاصوات. وكانت الاستطلاعات اظهرت انطلاقة جيدة للحركة الديموقراطية الموحدة وهو حزب جديد أسسه العضو السابق في المؤتمر الوطني بانتو هولوميزا والوزير السابق من الحزب الوطني رولف مايير. الا ان هذا الحزب لم يتمكن من رفع رصيده الى اكثر من 3 في المئة. وفي منطقة الكاب تشير الاستطلاعات الى التساوي بين المؤتمر الوطني والحزب الوطني الجديد ومن المحتمل بالتالي ان تكون كلمة الحسم لناخبي الحزب الديموقراطي. ويبدو الوضع صعبا في كوازولو - ناتال بالنسبة الى حزب انكاتا الذي يتزعمه منغيسيتو بوتوليزي اذ تشير الاستطلاعات الى تقدم كبير لخصمه المؤتمر الوطني.