بدأ الناخبون في جنوب افريقيا أمس الأربعاء الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات لجيل "ولد حرا" بينما تشير استطلاعات الرأي الى تقدم حزب المؤتمر الافريقي الحاكم بوصفه بطل مكافحة الفصل العنصري حتى بين من لم يعاصروا حكم الأقلية البيضاء. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الخامسة بتوقيت غرينتش بينما تظهر النتائج الأولية بحلول ظهر اليوم الخميس . وتشير استطلاعات الرأي الى حصول الحزب الحاكم على نسبة تأييد تبلغ نحو 65 في المئة وهي أقل بفارق لا يذكر عن النسبة التي فاز بها في انتخابات عام 2009 التي جاءت بالرئيس جاكوب زوما الى الحكم. وأدهش استمرار التأييد لحزب المؤتمر المحللين الذين كانوا يقولون منذ عام إنه يمكن أن يواجه صعوبات في الانتخابات بعد أن أصبحت أمجاده في محاربة الفصل العنصري من التاريخ في وقت يركز فيه الناخبون على تباطؤ النمو الاقتصادي وعدد من الفضائح التي شهدتها ولاية زوما الأولى. وواجه اقتصاد جنوب افريقيا الاكثر تقدما في افريقيا صعوبات للتعافي من كساد عام 2009 وكانت هذه المرة الأولى التي تواجه فيها البلاد أزمة من هذا النوع منذ انتهاء حقبة الفصل العنصري عام 1994. واتهمت اكبر هيئة لمكافحة الفساد في جنوب افريقيا زوما هذا العام "بالاستفادة دون وجه حق" من تحسين الإجراءات الأمنية لمنزله الخاص في نكاندلا في منطقة كوازولو ناتال الريفية والذي تكلف 23 مليون دولار من الأموال الحكومية. وشملت التعديلات على منزله حوضا للسباحة. وتراجعت معدلات التأييد للرئيس منذ اكتشفت المدعية العامة تولي مادونسيلا هذه المخالفات. لكن زوما (72 عاما) في مؤتمر صحفي عقده هذا الأسبوع في ختام الحملة الانتخابية للحزب الحاكم نحى جانبا التلميحات الى أن هذا الوضع المربك يضر بالحزب. وقال "لست قلقا بشأن نكاندلا. الناس غير قلقين بشأنها. أعتقد أن الناس القلقين بشأنها هم انتم يا رفاق... الإعلام والمعارضة." وكان التحالف الديمقراطي أقرب منافسي حزب المؤتمر فاز بنسبة 16.7 بالمئة على مستوى البلاد عام 2009 وعلى الرغم من تزايد شعبيته فإنه ما زال ينظر اليه على أنه معقل للبيض الأثرياء بحيث يصعب أن تصبح له شعبية واسعة. وأظهرت استطلاعات للرأي حصول حزب المحاربين من اجل الحرية الاقتصادية بقيادة جوليوس ماليما الرئيس السابق لجناح الشباب بحزب المؤتمر الحاكم على تأييد يتراوح بين 4 و5 في المئة. لكن عدد الناخبين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاما لا يتجاوز 1.9 مليون نسمة وهم مؤيدوه الرئيسيون ويوصفون بأنهم الجيل الذي "ولد حرا". وهناك ناخب واحد مسجل من كل ثلاثة من هذه الفئة العمرية.