فندت وزارة الصحة البلجيكية نتائج التحقيقات التي قدمتها مؤسسة "كوكا كولا" عن اسباب تلوث المشروبات الغازية واعتبرتها "غير مقنعة ولا تكفي لتفسير المشاكل الصحية التي سببتها لمئات المستهلكين في بلجيكا ولوكسمبورغ وشمال فرنسا". وقررت الوزارة ابقاء الحظر على انواع مشروبات "كوكا كولا" و"فانتا" و"سبرايت" وسحب الكميات المصنعة "مهما كانت صيغة تعليبها" وإتلافها. في المقابل سمحت الجهات الرسمية بعد تحقيقات أجرتها لثلثاء والاربعاء والاجتماعات التي عقدتها مع خبراء مؤسسة كوكا كولا، رفع الحظر عن المشروبات الاخرى غير الغازية التي تصنعها المؤسسة الاميركية. وأوضح المصدر ان الشكاوى التي قدمها المستهلكون لم تستهدف المشروبات غير الغازية "لذلك تقرر مواصلة الحظر على المشروبات الغازية واستمرار عدم استخدام آلات التزود بالمشروبات لتفادي احتمالات التسمم بمواد الصيانة. ويلقي بيان وزارة الصحة شكوكاً على مصداقية التفسيرات التي كانت قدمتها المؤسسة مساء الثلثاء وزعمها بأن غازات ثاني اكسيد الكربون التي استخدمتها في صنع المشروبات الغازية في مصنع انتورب كانت سيئة وان كميات علب كوكا التي صُنعت في مصنع دينكيرك تلوثت بمبيدات كيماوية. ورفض مسؤولو الشركة في بلجيكا الرد على تساؤلات وسائل الاعلام عن "الظروف الغامضة" التي جرت فيها عمليات التلوث. وقال مصدر رسمي في وزارة الصحة البلجيكية ل"الحياة" ان الشروحات التي قدمتها الشركة الى الجهات الرسمية "كانت غير مقنعة وغير مرضية وغير كافية لتفسير اصابة المستهلكين". وأثار تصريح مسؤول في الشركة السويدية "آغا - غاز" دافعت فيه عن سلامة غازات ثاني اكسيد الكربون التي تزود "كوكا كولا - بلجيكا" بها تساؤلات اضافية عن صدقية التفسيرات التي قدمتها الشركة في بروكسيل. ويسجل البلجيكيون أعلى معدلات استهلاك مشروبات "كوكا كولا" لكل فرد مقارنة مع معدلات الدول المجاورة. ويُقدر حجم ازمة السوق البلجيكية ولوكسمبورغ بنسبة 1 في المئة من مبيعات المؤسسة الاميركية التي تحقق 75 في المئة من ارباحها في الخارج. ولا يستبعد مراقبون صمت المؤسسة وجدار الصمت الذي انزوت وراءه بافتراض عجزها عن كشف الحقيقة وربما تعرضها لمحاولة مشبوهة من جهات غير مكشوفة. وكانت بلجيكا أمرت بسحب منتجات المؤسسة العالمية كافة ليل الاثنين - الثلثاء الماضيين وتلتها فرنسا بسحب منتجات مصنع "دينكيرك" وكذلك هولندا. كما اعلنت السعودية تعليق وارداتها، كذلك فعلت فنلندا وسحبت اسبانيا 60 الف علبة مستوردة من المستودعات البلجيكية وفتشت السلطات المعنية في المانيا عدداً من المستودعات.