الخرطوم، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان الحكومة السودانية "جادة في الجهود التي تبذلها من اجل تحقيق المصالحة" مع المعارضة. وأوضح "اذا تقدمت المعارضة خطوة نحو المصالحة فسنتقدم خطوتين". وقال خلال مؤتمر صحافي أول من أمس ان تعهد الحكومة اجراء حوار مع المعارضة هو تعهد "جدي وليس تكتيكياً". لكن اسماعيل أوضح في رد على سؤال عن احتمالات بدء الحكومة حواراً سياسياً مع "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض أن "الكرة في ملعبهم، وإذا اختار قادة المعارضة الخيار العسكري فنحن مستعدون ايضاً". وتعتبر تصريحات اسماعيل أول رد حكومي على بيان متشدد أصدره "التجمع" في اعقاب اختتام اجتماعات في أسمرا الثلثاء. ووضع "التجمع" شروطاً عدة للحوار مع الحكومة وقرر تصعيد عملياته الحربية في الفترة المقبلة واستهداف مناطق إنتاج النفط وخطوط تصديره المقرر نهاية الشهر الجاري. وقال إسماعيل إن حرص الحكومة على عودة المعارضين الى البلاد وممارسة حقوقهم السياسية "أمر لا رجعة فيه". وأشار خصوصاً الى أن "الحكومة في أفضل أحوالها سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً، لكن ذلك لن يجعلها تتراجع بأي حال من الاحوال عن مبدأ الحوار وتقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الصف الوطني". وفي لندن، أشاد رئيس "التجمع" في غرب أوروبا مسؤول الاعلام في الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد عادل سيد أحمد عبدالهادي بنتائج إجتماع أسمرا. وقال أمس إن "النتائج أظهرت بوضوح أن التجمع يتفق تماماً على هدف إزالة هذا النظام. الخلاف كان على الوسائل وهذا أمر طبيعي في كيان يجمع فصائل مختلفة ذات أطروحات مختلفة". واشاد خصوصاً بموقف حزب الامة داخل الاجتماعات، قائلاً نشيد بالمرونة التي ابدتها قيادة حزب الامة أثناء المحادثات والتي مكنت من الخروج بنتائج موحدة ورأي موحد". وأضاف أن "الاجتماعات المقبلة في القاهرة وطرابلس ستكون شاهداً على الترابط والتفاهم داخل التجمع من أجل القضية الوطنية". من جهة أخرى أعلن اسماعيل ان اتصالات ستجرى قريباً مع بريطانيا من اجل اعادة العلاقات الديبلوماسية كاملة بعد خفض مستوى التمثيل منذ آب اغسطس 1998في أعقاب تأييد بريطانيا الغارة الجوية الاميركية على مصنع الادوية السوداني. واوضح اسماعيل ان وكيل وزارة الخارجية السودانية حسن عابدين سيزور لندن في الفترة من 21 الى 28 حزيران يونيو لعقد إجتماعات مع نظيره البريطاني تبحث في العلاقات الثنائية. وقال الوزير "في ضوء هذه المحادثات، قد تقرر الحكومة اعادة العلاقات الديبلوماسية مع بريطانيا".