بدأت في العاصمة الفنلندية هلسنكي امس مفاوضات اميركية - روسية لتسوية الخلافات على هيكلية ومرجعية القوات الدولية في كوسوفو ولمح وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف الى احتمال التوصل الى حل وسط بتشكيل هيئة اركان مشتركة تتمثل فيها روسيا بضابط "ذي وزن" قبل اجتماع الرئيسين بيل كلينتون وبوريس يلتسن في المانيا الأحد المقبل. وصرح وزير الدفاع الأميركي وليم كوهين، ان الوقت ما زال "مبكراً للتوصل الى قرار" رويترز. وذكر الوزير انه تلقى تعليمات من يلتسن "لضمان وجود عسكري ذي وزن" لروسيا في كوسوفو، وذكر أن نجاح لقاءات هلسنكي سيتيح للرئيسين "التركيز على الآفاق الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين". وعقد سيرغييف لقاء مع الرئيس الفنلندي مارتي اهتيساري ذكر على اثره ان عملية حفظ السلام في كوسوفو لا ينبغي ان تؤدي الى "تمزيق" الاقليم، بل الى "صيانة وحدة الاراضي اليوغسلافية". وفي مباحثاته مع نظيره الاميركي وليام كوهين اصر سيرغييف على ان القوات الروسية لا يجب ان تكون خاضعة لقيادة الحلف الاطلسي. وقال كوهين للصحافيين الذين رافقوه من واشنطن ان الحلفاء الغربيين حريصون على اشتراك القوات الروسية في قوة حفظ سلام كوسوفو و"لن يحدث تقسيم" للاقليم بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة الصربية منه خلال الاسبوع الجاري". وتحدث كوهين عن القطاعات الخمسة التي تشرف عليها خمس دول رئيسية في الحلف. وقال "اوضحنا انه لن يخصص قطاع منفصل للروس. نحاول التوصل الى وسيلة نستجيب بها لمطالبهم من دون انتهاك الاحكام الرئيسية التي يتمسك بها الحلف الاطلسي". وأوضح سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي فلاديمير بوتين ان موسكو ستعرض حلاً وسطاً يقضي بتشكيل "هيئة اركان موحدة فيها ممثل روسي تصدر عبره الأوامر الى الوحدات الروسية". وأضاف في حديث تلفزيوني ان موسكو سيكون لها حق عدم تنفيذ الأوامر التي لا توافق عليها، لكنه ذكر ان عملية حفظ السلام في كوسوفو ستفشل "اذا لم يكن هناك تنسيق موحد". وفي السياق ذاته اشار وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي وصل الى هلسنكي للقاء نظيرته الاميركية مادلين اولبرايت الى ان بلاده مستعدة "لحل وسط يراعي مصالح الجميع"، لكنه اضاف ان روسيا "لن تقبل بدور ثانوي". وينتظر ان تسفر لقاءات هلسنكي عن الاتفاق على ترتيبات في شأن مجموعة من المظليين الروس وصلت الى بريشتينا وسيطرت على مطار سلاتينا الاستراتيجي. واعترف بوتين للمرة الأولى بأن قرار نقل 200 مظلي من البوسنة الى كوسوفو تم بمباركة يلتسن. وذكر ان "رئيس الدولة كان يعرف بكل النوايا وصادق على خطة استراتيجية"، لكنه ترك موضوع التنفيذ للجنرالات من وزارة الدفاع. وهكذا رد سكرتير مجلس الأمن على انتقادات كثيرة في البرلمان الذي اكد اعضاؤه ان رئىس الدولة "يختبئ وراء ظهر العسكريين ويخذلهم". ونفى رئيس اركان قوات المظليين الجنرال نيكولاي ستاسكوف ان تكون المجموعة المرابطة في سلاتينا تعرضت لاطلاق نار لكنه اعترف بأن افراد المجموعة "حفروا خنادق وأقاموا دفاعات دائرية" وحصلوا على امدادات من الماء و الغذاء وصلت من القوات الروسية في البوسنة. وتتزايد مخاوف موسكو من هجمات محتملة على الوحدة الروسية. وذكر وزير الدفاع المارشال سيرغييف ان النشاط "الارهابي" لجيش تحرير كوسوفو سيصبح "برميل بارود يفجر عملية التسوية كلها". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر عسكري رفيع المستوى ان مباحثات هلسنكي اظهرت خلافات جدية بين موسكووواشنطن على تفسير قرار مجلس الأمن. وأوضح المصدر ان روسيا تصر على تجريد الألبان من الاسلحة الخفيفة اضافة الى المدفعية والآليات، فيما ترى الولاياتالمتحدة ان الأسلحة الخفيفة غير مشمولة بالقرار الدولي.