أبدى أكبر مصنعين للطائرات المدنية في العالم تخوفهما من احتمال حصول ركود في الطلب على الطائرات خلال السنة الجارية. وقالا إن طلبياتهما لسنة 1999 ستتراجع بنسبة تراوح بين 45 و70 في المئة أو ما تتجاوز قيمته 14 بليون دولار مقارنة بنتائج العام الماضي. وتجددت الحرب الكلامية بين "بوينغ" و"ايرباص" في الدورة 43 لمعرض "لوبورجيه" الجوي الذي يُعقد في ضاحية باريس حتى الأحد المقبل، في وقت أشار المحللون والعارضون إلى أن هناك مزيداً من عمليات الدمج ستحدث بين الشركات العاملة في قطاع الطيران خلال الفترة المقبلة لمواجهة الركود المحتمل. وكان رئيس شعبة الطائرات التجارية في "بوينغ" آلان مولالي واضحاًَ حينما أكد في مؤتمر صحافي عقده أمس، في اليوم الثاني لبدء المعرض الدولي، ان شركته تتوقع انخفاض مبيعاتها للسنة الجارية بنسبة 60 إلى 70 في المئة، وإن كان حريصاً في الوقت نفسه على تأيد عودة "بوينغ" إلى الربحية وإلى التعافي، نظراً إلى التوسع الكبير في بقية أنشطتها واتباعها استراتيجية نمو متوازنة. وقال: "بعنا في الربع الأول من السنة الجارية 148 طائرة مع ربحية، مقابل 564 طائرة سلمناها العام الفائت، وسنسلم 620 طائرة خلال 1999، لكننا نتوقع ان تشهد صناعة الطيران تراجعاً عاماً بنسبة 30 إلى 40 في المئة على الأقل من حجم الطلب". واعتبر ان حصة "بوينغ" من اجمالي الطائرات المسلّمة العام الماضي بلغ 74 في المئة مقابل 70 في المئة السنة الجارية. ورد رئيس "اتحاد صناعات ايرباص" نويل فورجارد في مؤتمر صحافي لاحق على الاحصاءات التي أوردتها "بوينغ" بالقول إن "ايرباص سيطرت العام الفائت على 50 في المئة من قيمة السوق وباعت خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة 491 طائرة ضمنت لها 51 في المئة من السوق". وفيما كان رئيس "بوينغ" توقع أن يقتصر الطلب على الطائرات العملاقة خلال السنوات العشرين المقبلة على نسبة 12 إلى 14 في المئة، أو ما يعادل ألف طائرة، توقع فورجارد ان يصل الطلب إلى 1500 طائرة. ونفى رئيس "ايرباص" أن الاتحاد الصناعي الأوروبي يعاني من انخفاض في الطلبيات الجديدة هذه السنة يصل إلى 60 أو 70 في المئة، وقال: "اعتقد اننا سنبلغ السنة الجارية معدل 300 طائرة مثل عام 1996 وبدرجة أقل من العام الفائت حينما سلمنا قرابة 550 طائرة". وأضاف: "لست متشائماً مثل منافسينا ... نحن نملك 50 في المئة من السوق، ولدينا طلبيات سابقة ل1300 طائرة قيمتها 95 بليون دولار ومبيعات سنوية في حدود 17 بليون دولار، ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي". وتحدث عن المنافسة مع العملاق الأميركي، فقال: "سنواصل تحضير وتسليم وتصنيع البرامج الجديدة للطائرات، ولكن ما يشغلني هو عندما ستستعيد بوينغ عافيتها". وأضاف: "هي شركة ممتازة وفي طور التعافي الآن وستكون في وضع جيد في ثلاث سنوات، وحينها ستجدد شبابها ونحن نعد انفسنا لها". ورداً على سؤال ل"الحياة" عن احتمال تسريح موظفين مع انخفاض عدد الطلبيات، أجاب: "هناك 37 ألف موظف لدينا، وكثير من الموظفين يعمل لدى شركاء ايرباص التي تبنت نظاماً ناجحاً وحكيماً للغاية في التعاقد من الباطن مع الموردين، لذا نحن أقل عرضة للمخاطر من غيرنا، سيما وان لدينا دفتر طلبيات يضم 1300 طائرة". وتجنب الاجابة على سؤال ل"الحياة" حول احتمال نشوب حرب أسعار بين العملاقين بسبب التنافس على الطلبيات. ولكنه قال إن الصحافة كتبت ان "بوينغ" قدمت لمشترين محتملين ل"ايرباص" أسعاراً أقل لا تعكس حقيقة السوق، و"نحن نرفض ان ندخل مناقصات اعتماداً على هذه المعلومات" على حد قوله. ودعا وزراء النقل الأوروبيون في اجتماعهم اليوم إلى تأمين دعم ل"ايرباص" من خلال منحها قروضاً مرتجعة لتمويل مشروع بناء الطائرة العملاقة "اي 3 إكس إكس" الذي قال إن كلفته تبلغ 11 بليون دولار. أما آلان مولالي فقال ل"الحياة" إن مجموعته لا تنوي الدخول في مجال انتاج طائرات ذات سعة مقعدية تقل عن 100 مسافر. وقال: "ما لدينا حالياً من عائلة الطائرات كافٍ ونحن لا نفكر حالياً في بناء أي طائرة اقليمية تقل عن سعة طائرة "200-717" التي يشهد معرض لوبورجيه عرضها الدولي الأول".