اذاع مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ميلان ماتشالا برنامج اعداد فريقه لبطولة الفيفا للقارات على كأس الملك فهد التي ستقام من 24 تموز يوليو الى 4 آب اغسطس المقبلين في المكسيك، وقال في مؤتمر صحافي بالرياض مساء السبت الماضي انه سيجري ثماني مقابلات قبل الدخول إلى البطولة. المقابلات الثماني، مناسبة جداً من حيث العدد للدخول في بطولة عالمية كبيرة تضم أقوى المنتخبات في العالم. لكن الصدمة التي تعرضنا لها كنقاد سعوديين تمثلت في نوعية الفرق التي تم إختيارها في طريق الإعداد للمونديال المصغر. ستكون هناك أربع مباريات في المنتجع الصيفي السعودي بمدينة أبها في أقصى جنوب البلاد والتي تتشابه أحوالها الجغرافية مع المكسيك من حيث الارتفاع، حيث سيقابل "الأخضر" منتخب الأردن في مباراتين وفريقاً من بعض لاعبي أندية منطقة عسيرالجنوبية في مباراتين ايضاً... بعدها سينتقل المنتخب السعودي إلى مدينة بيغ بيرث بالولايات المتحدة ليجري أربع مباريات أخرى مع كندا وجامايكا مباراتان وكوستاريكا ثم يتوجه إلى مكسيكو للمشاركة في البطولة. بنظرة سريعة على أسماء الدول التي تم إختيارها للمباريات التجريبية يتضح أن ماتشالا يخطط لاستخدام كأس القارات كمرحلة ضمن برنامجه الطويل لتحديث صفوف المنتخب االذي عانى من تخمة في عناصره الدولية لسنوات سبع مضت تشبه إلى حد كبير تخمة الموظفين غير المنتجين في القطاع الحكومي بدول العالم الثالث. وما قاله مدرب السعودية في مؤتمرة الصحافي أنه يخطط لبدء عمله فعلياً في دوررة كأس الخليج الخامسة عشرة بالرياض العام المقبل، رسالة واضحة عن خطة طويلة الأجل ينفذها ماتشالا لإعادة صياغة وضع المنتخب الأول بعد مستواه الكوارثي في نهائيات مونديال فرنسا الصيف الماضي. لكن هذه الخطة الطموحة التي ستقدم فريقاً سعودياً جديداً في القرن المقبل كان يمكن أن تتم مع منح "الأخضر" برنامجاً اعدادياً أفضل لبطولة القارات بدلاً من هذه المباريات الثماني التي تصلح إعداداً متوسطاً لبطولة إقليمية صغيرة فكيف وهي برنامج إستعداد لكأس الفيفا التي تضم أبطال القارات؟ إننا نعلم أن وضع السعودية من حيث موقعها في تصنيف مستويات اللعبة في لائحة الفيفا الشهرية لا يضعها ضمن المرشحين للحصول على بطولة القارات ولا يؤهلها للعودة بميدالية من المكسيك... لكن لا أعتقد أن الشارع الرياضي المحلي يستطيع تحمل نتائج ثقيلة للفريق الشاب في أميركا الوسطى تشبه ما حدث أمام فرنسا في المونديال صفر -4. لقد روّج الإعلام وبعض المسؤولين السعوديين نغمة العالمية التي وصلت اليها كرة القدم المحلية... من هنا، أصبح لزاماً أن ندفع فاتورة ما لوحنا به، وأن يظهر المنتخب السعودي - على الأقل - في المكسيك بذات الصورة التي ستظهر بها الدولة العربية الثانية المشاركة وهي مصر، التي تعتبر حتى الآن أكثر الدولة المشاركة جدية من حيث مدة الإعداد وقوته ومستوى مبارياته التجريبية. ربما يكون هناك ما لم يرد ماتشالا أن يقوله للسعوديين في مؤتمره الصحافي، لكنه لن يخرج عن اعدادهم لتحمل تبعات مشاركة منتخب بلادهم في بطولة القارات على أنها ضمن مرحلة إعداد لتصفيات المونديال المقبل. أقول ربما... والله أعلم!