المداولات لانهاء الحرب بين حلف شمال الأطلسي ويوغوسلافيا بقيت امس في "عنق الزجاجة" ففي مجلس الأمن رفضت روسياوالصين التصويت على أي قرار اذا لم يسبقه وقف للعمليات الجوية. وفي كومانوفو مقدونيا استمرت المحادثات التقنية بين الوفدين العسكريين الأطلسي واليوغوسلافي ولكنها انقطعت مرتين قبل الظهر وبعده. ومن المتوقع استئناف مساري التفاوض وربما اخراج الاتفاق الى النور اذا تم ايجاد حل لترتيب الاولويات بين التصويت على نص القرار ووقف القصف وبدء الانسحاب الصربي الواسع الذي يمكن التحقق منه. ولوحظ ان وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ "تورط" في الاعلان عن وقف القصف وهو ما نفاه الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ووافقته بلغراد مؤكدة ان مواقعها استهدفت. وفي الاممالمتحدة، تمسكت الصينوروسيا برفض التصويت على مشروع القرار في شأن كوسوفو في مجلس الأمن قبل وقف الأطلسي عمليات القصف في يوغوسلافيا. وأدى تعثر المفاوضات الفنية العسكرية بين "الناتو" وصربيا الى تأجيل موافقة الحلف على وقف القصف قبل التصويت على مشروع القرار. واستمرت المشاورات بين اعضاء مجلس الأمن امس الاربعاء على نص مشروع القرار بصورة غير رسمية. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان روسياوالصين متمسكتان بمعارضة التصويت على مشروع القرار الى حين وقف عمليات القصف. وقال ان عنصر الوقف المؤقت للقصف "حاسم" في امكان احراز التقدم نظراً الى ان الدولتين اللتين تملكان حق النقض اوضحتا انهما على استعداد لاتخاذ الاجراءات فقط بعد التوقف عن القصف. اضاف: "اعتقد ان حلف شمال الأطلسي حاول ان يأخذ هذا في الحساب وقد يكون ممكناً التوقف الموقت عن القصف قبل الاجراءات في مجلس الأمن". وطرحت مجمموعة الدول الثماني الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وكندا والمانيا وايطاليا واليابان مشروع القرار ببببصورة رسمية في مجلس الامن امس بعد ادخال تعديل طفيف على النص يتجاوب مع طلب للصين يشير الى الاخذ في الاعتبار "مبادىء ميثاق الاممالمتحدة واهدافها". وظل التصويت منتظراً على القرار انتهاء المفاوضات الفنية. وفي واشنطن أكد الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان الحملة الجوية الأطلسية ضد القوات اليوغوسلافية مستمرة حتى يبدأ انسحاب ملموس لها من كوسوفو يمكن التأكد منه. وجاء تعليق لوكهارت بعد تصريحات لوزير الدفاع الألماني رودولف شاربينغ اعلن فيها تعليق الغارات الجوية. وقال الناطق ان انسحاب القوات الصربية من كوسوفو لم يبدأ وبالتالي ستستمر الغارات. وفي موقف لافت دعا رئيس مونتينغرو ميلو ديوكانوفيتش امس الاربعاء في كولونيا الى بدء العملية الديموقراطية في صربيا بمجرد احلال السلام والى رحيل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. وأعلن ديوكانوفيتش خلال مؤتمر مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت: "آمل بأن يتم اعتماد النظام الديموقراطي في صربيا وان لا تعود مونتينغرو مضطرة الى البحث عن ترتيبات دستورية اخرى لتحقيق مطالبها". وكرر تهديد بلاده بالانفصال عن جمهورية يوغوسلافيا الفيديرالية التي تضمها مع صربيا.