رفضت الدول الاطلسية اعلان حكومتي صربيا ويوغوسلافيا وقف النار من جانب واحد اعتباراً من السادسة مساء أمس، وجددت شروطها من اجل القبول بحل الأزمة وهي: وقف العمليات، انسحاب القوات الصربية من كوسوفو، السماح بعودة اللاجئين بمواكبة قوة دولية، الموافقة على "اتفاق رامبوييه" الذي يمنح الاقليم حكماً ذاتياً موسعاً ويطالب بأن تكون القوة الضامنة اطلسية. واعلنت واشنطن ان الضربات الاطلسية ستستمر راجع ص 6و7. وبدا امس ان بلغراد تطور هجوماً سياسياً مضاداً على القصف الاطلسي المتصاعد. ومحاور هذا الهجوم المضاد كما اعلنته الاذاعة الرسمية هي الدعوة الى احترام عيد الفصح الشرقي للمسيحيين الارثوذكس وانسحاب القوات الصربية الى ثكنها في كوسوفو قبل سريان وقف النار، ودعوة اللاجئين الى العودة، واعلان الاستعداد، كما جاء على لسان نائب رئيس الوزراء فوك دراسكوفيتش، لبدء حوار منذ اليوم مع الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا. وأعلن بيان أوردته الاذاعة الصربية الرسمية ان بلغراد اقترحت على الزعيم الألباني إبراهيم روغوفا أن يعدا في شكل مشترك "اتفاقاً موقتاً" يؤدي في المدى البعيد إلى "حكم ذاتي واسع في كوسوفو في إطار صربيا ويوغوسلافيا". يذكر ان واشنطن وغيرها من العواصم الغربية كانت تتوقع خطوة من هذا النوع وتربطها ب"نجاح" الجيش اليوغوسلافي في توجيه ضربات قاسية الى "جيش تحرير كوسوفو" وتهجير حوالى أربعمئة الف ألباني، لذلك ما ان صدر الاعلان حتى كرت المواقف الرافضة له من واشنطن ولندن وغيرهما. فالناطق باسم مجلس الأمن القومي الاميركي ديفيد ليفي اعتبر ان موقف الولاياتالمتحدة واضح تماماً لجهة الحسم بأن "الاجراءات الجوفاء لن توقف القصف". وأكدت الحكومة البريطانية ان "العرض غير كاف مقارنة بشروط حلف شمال الاطلسي القاضية بانسحاب القوات الصربية من كوسوفو والموافقة على انتشار قوة دولية لحفظ السلام". فالعرض الصربي يتحدث عن انسحاب "في" كوسوفو وليس منها، ويقرن عودة اللاجئين بمواكبة من منظمات الأممالمتحدة وليس من الاطلسي، ويوحي ببدء محادثات سياسية مع روغوفا بدل اعلان الموافقة على "اتفاق رامبوييه". ثم انه لا يوضح ما اذا كان وقف النار من طرف واحد مفتوحاً ام مرتبطاً بعطلة الفصح فقط. واعتبرت واشنطن هذا العرض مجرد اعلان "فارغ"، وقال مسؤول في ادارة الرئيس بيل كلينتون ان ما يعلنه الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بعيد كثيراً عن موقف مجلس وزراء خارجية حلف الاطلسي الذي صدر السبت الماضي. وأضاف: "لسنا مهتمين بوقف للنار من اجل وقف للنار، انه غير كاف، وإذا كان يهمه ميلوشيفيتش المحادثات حددنا له متطلبات الحد الادنى، وهي تشمل اكثر من مجرد وقف للقتال". وأوضح ان المطلوب سحب الجيش اليوغوسلافي والشرطة الخاصة من كوسوفو والسماح بعودة المهجرين الى قراهم ومنازلهم واعطائهم الحكم الذاتي والسماح بادخال قوات تابعة للحلف الى كوسوفو لتنفيذ اتفاق رامبوييه وضمان الأمن للكوسوفيين".