موسكو، نيويورك، بروكسيل، بلغراد - "الحياة" - اتفقت الصينوروسيا أمس على المطالبة "بوقف غارات الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا فوراً". وجاء هذا الاتفاق بعدما اعترف الحلف ان طائراته اغارت على السفارة الصينية في بلغراد، مما ادى الى تعقيد العلاقات الصينية - الاطلسية المتوترة اصلاً بسبب الهجمات على يوغوسلافيا. واعتبرت الصين الغارة على سفارتها عملاً بربرياً غير مبرر، فيما اعتذرت دول الاطلسي كلها، معتبرة الهجوم حصل خطأ. وأعرب مجلس الامن الدولي عن "الصدمة والقلق" بشأن الضحايا الذين سقطوا في قصف السفارة الصينية. ودانت بكين بقوة القصف الذي اسفر عن ثلاثة قتلى ومفقود واكثر من عشرين جريحاً وفق مصدر صيني، وصفته بأنه "عمل وحشي" وتمكنت من عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي. وأعرب حلف شمال الاطلسي عن اسفه للضربة غير المتعمدة على البعثة الديبلوماسية الصينية واكد ان الغارات على يوغوسلافيا ستتواصل. وقالت الحكومة الصينية في بيان انها "تحتفظ بحق اتخاذ اجراءات اخرى" مشددة على معارضتها تدخل الحلف ضد يوغوسلافيا منذ بدء العمليات الجوية في 24 آذار مارس الماضي. وتملك الصين التي تشكك في وجود "تطهير عرقي" في كوسوفو، حق الفيتو على اي مشروع تسوية للازمة في كوسوفو بصفتها عضواً دائماً في مجلس الامن الدولي. ويتوقع ان يعقّد قصف الليل الماضي التوصل الى توافق مع الاممالمتحدة فيما اتفقت روسيا مع الدول السبع الصناعية الكبرى في اطار مجموعة الثماني الخميس على السعي الى وضع مشروع قرار في مجلس الامن ينص على نشر "وجود" دولي في كوسوفو. وكانت بكين شككت امس الجمعة بهذا الاتفاق. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها "نظن ان اي تسوية يجب الا تستبعد يوغوسلافيا"، ودعت مرة اخرى الى "احترام سيادة يوغوسلافيا ووحدة أراضيها". وفي موسكو نقلت وكالة انباء "انترفاكس" عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية الروسي اتصل هاتفياً امس السبت بنظيره الصيني للمطالبة "بصوت واحد بوقف الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا فوراً". وذكر المتحدث فلاديمير رحمانين ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اتصل هاتفياً بنظيره الصيني تانغ جياكسوان ليقدم تعازيه بمقتل "اربعة صينيين" في القصف الذي تعرضت له السفارة الصينية. وقال رحمانين ان الوزيرين أكدا معاً خلال الاتصال على ضرورة وضع حد فوري للغارات الاطلسية على يوغوسلافيا وتسوية الأزمة بالطرق السياسية. واضاف الناطق ان الوزيرين "اتفقا على البقاء على اتصال وثيق" لايجاد تسوية سياسية للازمة. وفي نيويورك اعرب اعضاء مجلس الامن في بيان صدر امس عن مشاعر "الصدمة والقلق" بشأن الضحايا الذين سقطوا من جراء قصف السفارة بعد نحو اربع ساعات من المحادثات المغلقة0 وقرأ البيان على وسائل الاعلام رئيس مجلس الامن دينيس ريواكا مندوب الغابون قبل ان يبدأ المجلس المؤلف من 15 عضواً مناقشة علنية. لكن من غير المتوقع ان يتخذ المجلس المنقسم أي اجراء بشأن القصف في الاجتماع الطارىء الذي دعت الصين الى عقده. وأجّلت جلسات المناقشة الى الاثنين. وجاء في البيان "أعرب اعضاء مجلس الامن عن صدمتهم وقلقهم بشأن الضحايا والاضرار نتيجة الصواريخ التي اصابت السفارة الصينية والعاملين فيها في جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الجمعة". كما أعرب البيان عن تعاطفه وتعازيه لأسر الضحايا واخذ في الاعتبار مشاعر الاسف التي اعربت عنها الولاياتالمتحدة اذ تأكد ان حلف شمال الاطلسي هو المسؤول عن الهجوم. واعترف بأن الحلف بدأ تحقيقاً. وصرح بيتر بيرلاي رئيس بعثة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة للصحافيين قبل جلسة المحادثات المطولة التي استمرت طوال الليل ان الولاياتالمتحدة تأسف لأي اضرار قد تكون لحقت بالسفارة الصينية. وأعرب الامين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا امس عن أسفه لقصف السفارة "خطأ" واعلن بدء تحقيق ستنشر نتائجه. وأعلن سولانا في مؤتمر صحافي "ان قصف السفارة الصينية خطأ مؤسف جداً" واكد "اننا ندرس ظروف الحادث وسنعلن اي معلومات جديدة بأسرع ما يمكن". وأضاف "ان الحلف الاطلسي يدعم الجهود الجارية لايجاد حل ديبلوماسي" للنزاع مع بلغراد. وشدد على ان "القصف عن طريق الخطأ لسفارة الصين يجب ان لا يقلص أو يحرف هذه الجهود". ويحسب الحلف الآن التكلفة الديبلوماسية للهجوم الذي وقع فيما كان يسعى للحصول على دعم الصين لقرار من الاممالمتحدة بشأن كوسوفو. وأفادت وسائل الاعلام الصربية ان 20 شخصاً اصيبوا في الهجوم ونقلت عن طبيب قوله إن بعض الجرحى مصابون في الرأس والصدر ولكن حالتهم مستقرة. واعترف الاطلسي بأن السفارة الصينية لم تكن هدف الهجوم الذي ألحق اضراراً بالغة بالمبنى المؤلف من خمسة طوابق. ويقع المبنى في منطقة سكنية حديثة لكنه لا يلتصق بمبان اخرى وتحيط به أرض يكسوها العشب من ثلاث جهات. وتقع صفوف من مبان سكنية مرتفعة على مسافة 200 متر وعلى الناحية المقابلة من الشارع الذي تصطف على جانبيه الاشجار يقع صف من المتاجر والمكاتب والشقق على مسافة 150 متراً من السفارة. وقال الحلف ان الهجوم كان يستهدف مكتباً لمشتريات السلاح لكنه ضرب السفارة خطأ في اعنف غارة على العاصمة اليوغوسلافية حتى الآن. وكان من اهداف الهجوم الأخرى فندق يوغوسلافيا الواقع على مسافة نحو 400 متر ويعتقد الحلف ان الزعيم القومي الصربي اركان قائد القوات غير النظامية يتخذه قاعدة للعمليات في كوسوفو.