شهد قصر رغدان في عمان أمس أول احتفال رسمي منذ رحيل الملك حسين بتتويج رابع ملوك الأسرة الهاشمية الاردنية الملك عبدالله الثاني بن الحسين بعد اربعة أشهر من توليه سلطاته. وبدا واضحاً ان "يوم العرش" امس وحد الاردنيين فرحاً بعدما توحدوا حزناً على رحيل الحسين. وعلى امتداد الطريق الذي سلكه الموكب الملكي بسيارة مكشوفة من قصر الملك عبدالله الثاني "بيت البركة" الى قصر رغدان حيث الاحتفال الرسمي نصبت بيوت الشعر وعقدت حلقات الدبكة التي عبرت عن تنوع المجتمع الاردني بادية وقرى ومخيمات، بل وشارك ايضاً افراد الجالية المصرية والجالية العراقية بفنونهم الشعبية. وتكرست بالأمس وحدة العائلة الهاشمية التي اصطفت خلف الملك الجديد. وفيما وقف الأمير الحسن ولي العهد السابق الى جانب ابن اخيه في الاحتفال، أرسل ولي العهد الأمير حمزة من كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا حيث يكمل دراسته رسالة الى شقيقه الأكبر قال فيها: "كم كان يحدوني أمل كبير ان أشارك شعبنا أفراحه بهذه المناسبة الوطنية ولكن استكمال دراستي خارج الوطن الحبيب حال دون ذلك" ووصف شقيقه الأكبر ب "القائد والملهم والسند" ويوم جلوسه على العرش بأنه "يوم اردني مبارك". وقلد الملك عبدالله الثاني 37 عاماً زوجته الملكة رانيا 29 عاماً قلادة الحسين بن علي وهو أرفع وسام اردني، وكان منحها لقب ملكة بعد انتهاء الحداد الرسمي للحكومة الاردنية. وسيحتفل الملك اليوم بعيد زواجه السادس من الملكة رانيا التي انجبت الأمير الحسين الحفيد 5 اعوام والأميرة ايمان 3 أعوام. وشهدت عمان امس حضوراً اعلامياً عربياً ودولياً كبيراً إذ شارك في تغطية التتويج اكثر من مئة صحفي أجنبي حضروا الى عمان. وانتهزت الصحافة الاردنية فرصة التتويج للاشادة بأداء الملك عبدالله الثاني خلال الأشهر الأربعة الماضية الذي كان اداؤه مفاجئاً على مستوى محلي ودولي اذ عرفه الاردنيون قائداً لتشكيل "العمليات الخاصة"، فيما لم يمض في ولاية العهد غير السنوات الثلاث الأولى من عمره والاسبوعين اللذين سبقا وفاة الحسين. ويقول ابرز المعلقين الاردنيين الكاتب فهد الفانك في صحيفة "الرأي" اليومية: "حتى وقت قريب لم نكن نعرف النجل الأكبر للحسين الا بالاسم، فقد يكون عسكرياً صلباً، وعضواً في عائلة الحسين، ولكننا لم نلتقه، ولم نكن نعرف فيه السياسي والمتابع، كما لم نختبر قدرته على الاتصال والتواصل". ويوضح: "في أربعة أشهر أوجد الملك الشاب لنفسه موقعاً خاصاً في قلوب الاردنيين، كما حقق موقعاً مرموقاً بين قادة العالم المستنيرين، فأثار الاعجاب بثقافته وسعة اطلاعه وحصافته وقدرته على التفاعل مع الجميع". الا ان الفانك يأمل من الملك "ان لا يتأثر سلباً بكثرة المديح الذي يكال له ولو كان صحيحاً". وشارك في احتفال التتويج ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ورئيس الوزراء القطري عبدالله بن خليفة آل ثاني والأمير عبدالعزيز بن عبدالله المستشار في ديوان ولي العهد السعودي.