أمضى الملك حسين في الحكم 47 سنة وعايش حكاماً اثرياء الا انه حافظ على نمط معيشة طبيعي يتناسب مع موقعه. "باب السلام" آخر قصر سكن فيه العاهل الأردني يتكوّن من ست غرف وصالة تتسع الى 12 شخصاً. انتقل اليه قبل عامين عندما تبرع بقصر الهاشمية للاطفال الايتام قبل عامين. يقع القصر غرب عمان على طريق قرية الفحيص، وعلى رغم وجود كتيبة للحرس الملكي الخاص الا ان المواطنين الاردنيين كثيراً ما يتنزهون قرب القصر في أيام العطل من دون ان يتعرضوا للمساءلة او المنع. وكان الملك حسين ابتاع القصر من الأميرة فريال التي كانت زوجة لشقيقه الأمير محمد واستقر فيه مع زوجته الملكة نور 48 سنة وأولادها الأمراء حمزة وهاشم وإيمان وراية. وهم اصغر ابناء الملك على التوالي. وله ثمانية ابناء من زيجات سابقة وهم: عالية، وعبدالله، وزين، وعائشة، وهيا، وعلي. وبنت متبناة اسمها عبير. اضيفت الى "المحمدية" الاسم السابق "باب السلام" مرافق للحرس ومكاتب لاستخدام الملك وحاشيته. وكان يمضي فيه معظم الوقت في السنتين الماضيتين. وللملك قصران ورثهما عن جده الملك عبدالله "رغدان" و"بسمان" وهما عبارة عن مكاتب للديوان الملكي وكوادره من مستشارين وموظفين وعسكريين. وعلى مدار ساعات الدوام الرسمي يراجع المواطنون على بوابة القصرين مطالبهم الانسانية والمعيشية. ويعمل الموظفون بجدية كاملة معها ويعملون على تنفيذ الممكن منها، خصوصاً ما يتعلق بالعلاج. الى ذلك كثيراً ما يتابع الملك برنامج البث المباشر الاذاعي ويتصل منتقداً اداء مسؤولين او آمراً بتحقيق مطالب المواطنين. ولزوجة الملك الثانية الأميرة منى التي انجب منها اكبر ابنائه ولي العهد عبدالله قصر الحمر. وكان تزوجها في مطلع الستينات وهي بريطانية الاصل بعد انفصاله عن زوجته الأولى الأميرة دينا وهي من اشراف مصر وأم ابنته الكبرى عالية. اما قصر الهاشمية فكان لزوجته الملكة عليا وهي من اصل فلسطيني توفيت في حادث طائرة مروحية سنة 1976 وأنجب منها الأمير علي والأميرة هيا. وكان للملك حسين قصران في لندن باع الكبير منهما بثمانية ملايين دولار في سنة 1993 لترميم مسجد قبة الصخرة وفرش المسجد الاقصى بالسجاد. واعتبر ذلك الاعمار الهاشمي الثالث للمسجد الاقصى بعد الاعمار الأول 1922 الى 1927 والثاني 1952 - 1964 والاعمار الطارئ بعد احراق الاقصى في 1969. واحتفظ الملك ببيت صغير في لندن، وهو الذي تحدث منه في الخطاب الذي سبق عودته في 19 كانون الثاني يناير الماضي. كما ان للملك بيتاً في ميرلاند قرب العاصمة الاميركية واشنطن. وللملك قصر المشتى في مدينة العقبة منفذ الأردن الوحيد على البحر، وكان الملك اشار الى لقاءاته برئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين في ذلك القصر عقب التوقيع على معاهدة السلام. يقول احد الذين عملوا مع الملك عن قصوره "هي بيوت ومكاتب عادية وكثير من مكاتب وقصور سكان عمان اكثر رقياً وترفاً منها، ولا استطيع ان اصفها بالقصور". ويعيش ابناء الملك وبناته نمط حياة قريب منه ولا يحظون بحراسة مشددة وكثيراً ما يشاهدون مع عائلاتهم في الاماكن العامة. وتستطيع عامة الناس مصافحتهم ومحادثتهم من دون تدخل من الحراس المحدودين. وفي زياراته الكثيرة للقرى والبوادي والمدن الاردنية يقلب الملك حسين القواعد الامنية لحراسته عندما يصعد على ظهر السيارة المصفحة ويمد يده محيياً ومصافحاً آلاف مستقبليه، بينما يجهد حراسه في صد الامواج البشرية التي تكاد تخنقهم. وللملك حسين ثلاثة اشقاء اكبرهم الامير محمد الممثل الشخصي للملك حسين الذي كان ولياً للعهد قبل ولادة الامير عبدالله في 1962 والأمير حسن الذي ظل ولياً للعهد 34 عاماً والأميرة بسمة. والدة الملك هي الملكة زين الشرف 1916 - 1994 وكان لها دور اساسي عندما تولى الملك سلطاته الدستورية ببلوغه 18 سنة قمرية في العام 1953. وساهمت في صياغة دستور 1952 الذي اقر في عهد زوجها الملك طلال. ومنح ذلك الدستور المرأة حقوقاً كاملة. وانشأت في العام 1944 اول اتحاد للمرأة الاردنية. وكان لها دور حاسم ايضاً عندما اغتيل الملك عبدالله في 1951 وكان زوجها الملك طلال يتلقى العلاج خارج البلاد. الأمير حمزة 19 سنة هو أكبر ابناء الملكة نور وقد أشاد به الملك حسين بعد عودته من رحلة العلاج الثانية، وقال: "حمزة خاصة، الذي هو غير موجود بيننا اليوم لأنه في الكلية العسكرية في ساندهيرست". وفي أثناء استشفاء الملك حسين في "مايو كلينيك" رافقه الأمير حمزة باستمرار وحضر لقاءاته المهمة سواء مع رؤساء السلطات التشريعية والقضائية ومع مدير المخابرات العامة، ومع المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين. وكان الملك حسين خاطب نجله حمزة سنة 1997 عندما بلغ 18 سنة قمرية بقوله: "سأذكر واسرتك جميعاً يوم ميلادك عام 1400 للهجرة، كما أذكر ان مشيئته تعالى قد قضت باستلامي سلطاتي الدستورية في خدمة الوطن المفدى وأنا في مثل سنك". ويشار الى ان الدستور الأردني لا يشير الى "الملكة" ويقتصر الملك في "الذكور من أبناء الظهور" الا انه يعطي حق منح الألقاب ومنها "الملكة"، وبتتويج الملك عبدالله خلفاً لوالده ويتوقع ان يمنح لقب ملكة للاميرة رانيا الياسين 28 سنة وهي من أصول فلسطينية تنشط في العمل الانساني والاجتماعي وسبق لها ان عملت في مجال الحسابات الالكترونية قبل زواجها. وحتى وفاة الملك زين الشرف في 1994 كان في الأردن ملكتان: زين ونور.