كشف رئيس المحكمة العسكرية الايرانية حجة الاسلام محمد نيازي ان الجماعة الدينية المتطرفة المعروفة ب"مهدويت" كانت تخطط لاغتيال "أئمة مساجد وجماعة في المناطق السنية وقتل بعض الشخصيات البارزة في النظام". ولم يذكر اسم اي مسؤول، لكن صحيفتي "ايران نيوز" و"آريا" اكدتا أمس ان الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني كان بين المستهدفين بخطة الاغتيالات وان المؤامرة أحبطت. وكان اعضاء تلك الجماعة الدينية اعتقلوا قبل نحو ثلاثة أسابيع. وقال نيازي ان عدد الموقوفين من بين الثلاثين المطلوبين بلغ 12 بالاضافة الى زعيمهم ومصدر الفتاوى بالاغتيال حسن ميلاني. في غضون ذلك اقتيد رئيس بلدية طهران المعزول غلامحسين كرباستشي الى سجن "اوين" شمال العاصمة امس، لينفذ حكماً بسجنه لمدة سنتين، اصدرته محكمة الاستئناف، ورفضت المحكمة العليا نقضه راجع ص6. ورفض كرباستشي تقديم طلب للعفو عنه علماً ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي يملك وحده حق اصدار عفو. وخص كرباستشي "الحياة" بحديث مقتضب قبل اقتياده ليقبع وراء قضبان السجن. وجدد تأكيده ان "المحاكمة سياسية" وانه "بريء"، مشدداً على انه لم يفهم بعد طبيعة جرمه. وأبدت اوساط مطلعة اقتناعاً بأن سجن الرئيس السابق لبلدية طهران لن يطول، مشيرة الى ان رفسنجاني بذل جهوداً وراء الكواليس وطلب من خامنئي العفو عن كرباستشي. وأكدت ابنة رفسنجاني النائبة فائزة محاولات والدها، وقالت انها ستثمر. لكن الرئيس السابق للبلدية لم يخف عتاباً ضمنياً في حديثه الى "الحياة" كما ان ابنته لامت رفسنجاني ضمناً وقالت: "انه قوي لكن للسياسة حسابات خاصة". معروف ان كرباستشي يتزعم حزب انصار الرئيس السابق "كوادر بناء ايران". وكان حشد من المؤيدين تجمع في منزل كرباستشي واختلطت مشاعر الأسى والألم بمظاهر التحدي، ولم يستطع بعضهم اخفاء حزنه العميق، فيما وصف آخرون رئيس البلدية المعزول بأنه بطل وشبهوه بأمير كبير ايران، احد رواد النهضة المدنية الايرانية في القرن الماضي. ورافقت سيارة كرباستشي نحو عشرين سيارة من منزله الى قصر العدل حيث استكملت اجراءات سجنه، واقتيد من هناك الى سجن "اوين" الشهير، فيما تجمع حوالى مئتين من انصاره مرددين هتافات تأييد له وللرئيس محمد خاتمي، منددين برئيس القضاء وبالمحافظين. وهتفت مجموعة صغيرة ضد عمدة طهران السابق معتبرة ان الحكم بسجنه كان مجحفاً وان مؤيديه "سيّسوا القضية ويعملون لاثارة فوضى وبلبلة".