قال السيد عبدالرحمن اليوسفي رئيس الوزراء المغربي الجديد انه يتوقع دعماً من شركاء حزبه في الكتلة الديموقراطية في اطار الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة. وأكد اليوسفي ل "الحياة" امس في اول مقابلة له بعد توليه مسؤولية رئاسة الحكومة، ان قضية الصحراء الغربية ستحظى بالاولوية ضمن مشاغل الحكومة المرتقبة، في اشارة الى مقتضيات دعم خطة تنظيم الاستفتاء الذي ترعاه الاممالمتحدة والمقرر في السابع من كانون الاول ديسمبر المقبل. ولاحظ السيد اليوسفي ان ما تمخض عنه المؤتمر الطارئ لحزب الاستقلال الذي كان اصدر توصية تفيد بعدم تزكية اي مؤسسات تنبثق عن الانتخابات الاخيرة "يجعل العمل صعباً" لكننا "لم نفقد الامل في اقناعهم قادة الاستقلال بالمشاركة الى جانبنا في التجربة الجديدة" ورهن ذلك بالصيغة التي سيقترحها حزب الاستقلال الحليف الرئيسي للاتحاد الاشتراكي في الكتلة الديموقراطية. وكشف انه اجرى اتصالاً مع السيد محمد بوستة زعيم حزب الاستقلال اول من أمس مباشرة بعدما كلفه الملك الحسن الثاني مهمة تشكيل الحكومة واحاطه علماً بآخر التطورات، لكن حزب الاستقلال لم يصدر عنه الى الآن أي رد فعل. وقال بعض قيادييه انهم بصدد درس الموقف. وأوضح ان كل القضايا التي ستشكل المحاور الرئيسية لالتزامات حكومته ستكون دائماً محط تداول ونقاش، وسئل عن نوعية التحالفات التي سيعتمد عليها في تشكيل الحكومة فأجاب: "بدأت في ترتيب اجندة اتصالات مع قيادات عدة للاحزاب السياسية سواء تلك العضو في الكتلة او احزاب اخرى"، وأضاف ان هذه الاتصالات "مرتبطة ايضاً بضغوط اجندات مختلف الاطراف". ولم يخف السيد اليوسفي ان المرحلة المقبلة ستكون صعبة نظراً الى الملفات المطروحة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، لكنه قال "خرجنا من المرحلة الانتخابية وسندخل في مرحلة الحكومة بمعنى المؤسسة التي تتضمن اطرافاً وأولويات عدة، وتتطلب تعبئة شاملة". وأضاف: "ما دام لم يسبق ان انيطت بنا مثل هذه المهمة، كنا محتاجين لتوضيح الافق. اما الآن سنحاول الاسراع وتكثيف الجهود لانجاح ما نحن مقبلون عليه". وسئل رئيس الوزراء الجديد عن صفات الشخصيات التي سيختارها في التشكيلة الحكومية الجديدة، فأجاب انه لدى اعداد قائمة بالوزراء، طبيعي البحث عن الاشخاص الجديرين. لكنه رهن ذلك بموافقة الاصدقاء داخل الكتلة المعارضة والحلفاء "من اجل تجميع المعطيات والخروج بقائمة متكاملة ومتجانسة تكون في مستوى مواجهة التحديات التي تمر فيها البلاد" في اشارة الى قضية الصحراء الغربية والوضع في الشمال الافريقي اضافة الى مستقبل العلاقة مع الاتحاد الاوروبي. وعن رد اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي التي من المنتظر ان تعقد اجتماعاً غداً، قال اليوسفي انه يتوقع اجماعاً من اعضائها على الموقف من تشكيل الحكومة المقبلة، وأضاف "سنبدأ اولاً البحث في التطورات الحاصلة والاستماع الى آراء مختلف اعضاء اللجنة المركزية واقتراحاتهم وسنطلب منهم ان يعبئوا انفسهم من اجل انجاح التجربة المقبلة". على صعيد آخر نفى خبراء امام الكونغرس الاميركي مزاعم تحدثت عن تزويد المغرب "ارهابيين جزائريين" اسلحة سرا، وقال الدكتور هانس شفوبودا رئيس البرلمان الاوروبي بالوكالة ردا عن سؤال لعضو في الكونغرس "ليس هناك دليل بشأن هذا الموضوع" اضاف: "اعتقد انه لو صح ذلك لكان عملاً ينقصه التبصر بكل تأكيد، لان المغرب هو الذي سيعاني من ذلك بشكل مباشر". وقال ممثل منظمة "هيومان رايتسواتش" جو شورد بدوره "لم نعثر على اي دليل. ونظرا الى طبيعة العلاقات بين البلدين والطريقة التي تطورت بها هذه العلاقات، سيكون هذا الامر احتمالاً جد ضعيف "وتكمن اهمية شهادة الدكتور شفوبودا في انه سيزور الجزائر برفقة وفد عن البرلمان الاوروبي في اطار خطة ترمي الى "تحطيم جدار الصمت" حول ما يحدث في الجزائر. وكان وزير الدفاع الجزائري السابق الجنرال خالد نزار اثار موضوع تسليم السلطات المغربية اسلحة الى منظمات اسلامية متطرفة الاسبوع الماضي، في حين نفى مسؤول مغربي بارز هذه الاتهامات، وذكرت مصادر مغربية ان تسليم عبدالحق العيايدة المعروف بنشاطاته الاسلامية تم بطلب من السلطات المغربية التي احاطت الجزائر علماً بتحركاته، وليس عكس ذلك. وكانت هذه العملية تمت في ظروف كانت العلاقات بين المغرب والجزائر تشهد بعض الانفراج.