التقى العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين في عمان امس زعيم المعارضة العمالية الاسرائيلية ايهود باراك في خطوة اعتبرها مراقبون سياسيون "دعماً لمعسكر السلام عشية الانتخابات الاسرائيلية" المزمع اجراؤها بعد اسبوعين. وكما جرى لدى استقبال اسحق مردخاي زعيم حزب الوسط في الأسبوع الماضي، احيطت زيارة باراك ب"تعتيم رسمي" اردني اذ لم يغط خبر اللقاء ولم يسمح بتصويره ولم يحضره احد من الحكومة الأردنية. وهو أول لقاء بين باراك والملك عبدالله بعد توليه عرش المملكة. وكان العاهل الأردني تجنب في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي. ان. ان" اول من أمس تحديد اسم المرشح الاسرائيلي الذي يخدم عملية السلام واكتفى بالقول: "الامر متروك للشعب الاسرائيلي كي يقرر الرجل الافضل في تمثيل مستقبلهم مثلهم مثل الأردنيين والفلسطينيين يؤمنون بأن السلام هو الحل الوحيد". ويرى مراقبون سياسيون في عمان ان استقبال باراك، ومن قبل مردخاي، يؤكد رغبة القيادة الأردنية في ايصال رسالة للناخب الاسرائيلي ب"دعم معسكر السلام"، خصوصاً في ظل استبعاد استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وكان الناطق باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية ديفيد بار ايلان اتهم الأردن لدى استقبال مردخاي بالتدخل في الشؤون الانتخابية الاسرائيلية. واعتبر مراقبون سياسيون ان "التعتيم الرسمي" على زيارتي باراك ومردخاي "محاولة لعدم استفزاز معسكر اليمين الاسرائيلي"، خصوصاً ان المسؤولين الاردنيين يشيرون الى استقبال الملك عبدالله لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو قبل شهرين، علماً ان تلك الزيارة كانت مقررة قبل وفاة الملك حسين ولم تتزامن مع الحملة الانتخابية. ويعتقد ديبلوماسيون غربيون في عمان ان الملك عبدالله قادر على الافادة من "الحضور الكبير الذي حظي به الملك حسين في الشارع الاسرائيلي". وكان العاهل الأردني وعد بزيارة اسرائيل لدى استقباله مردخاي الأسبوع الماضي. يشار الى ان اوساط المعارضة العمالية في اسرائيل اتهمت الاردن في انتخابات 1996 بالمساهمة في فوز نتانياهو عندما رفض الملك حسين استقبال شمعون بيريز فيما استقبل زعيم ليكود نتانياهو.