هيمنت وقائع الحملة الانتخابية الاسرائيلية على اعمال المؤتمر التأسيسي لليهود المتحدرين من اصول مغربية الذي بدأ اعماله في مراكش، في حضور وزراء ونواب اسرائيليين وشخصيات نافذة، وذكرت مصادر المؤتمر انه على رغم الطابع التنظيمي لهذه التظاهرة الدينية والسياسية، فان الانشغال بمستقبل السلام في الشرق الاوسط القى بظلاله على جلسات المؤتمر، وقال المستشار اندري ازولاي الذي يرأس جمعية "هوية وحوار" ان استضافة مدينة مراكش لاجتماع الاتحاد خطوة لابراز دور العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في قضايا السلم والتسامح. في اشارة الى استضافة المغرب المؤتمر رغم التحفظات التي ابدتها الرباط ازاء السياسة التي تنهجها الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. وقال اندري ازولاي مستشار الملك الحسن الثاني ان "المغرب بفضل الفضاء السياسي والروحي الذي يظل مؤهلا للدعوة الى الحوار والسلام بهدف اعطاء البعد الحقيقي لمسلسل المصالحة في منطقة الشرق الاوسط". وأكد مسؤولية اليهود المغاربة في هذا الشأن. وعبر ازولاي عن اقتناعه بان عهد السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط قريب جداً، بيد انه اكد اهمية حفاظ اسرائيل على علاقات الجوار "وجاري الآن فلسطيني، واشعر اني فقدت ذراعا او ساقا مادامت كرامة وحرية وسيادة جاري في خطر". وأكد ازولاي أهمية التعايش بين المسلمين واليهود في جو تسوده مبادئ الاحترام المتبادل و حقوق الآخر وخصوصياته. وأشار الى ان "لا مجال للمواجهة او الانفصال بسبب الانتماء العقائدي"، وأعرب عن ارتياحه للخطوات الرامية الى التصدي لكل محاولات التطرف والرفض، وتجاوز كل الازمات والتخوفات التي طبعت العلاقة العربية - اليهودية طوال النصف الثاني من هذا القرن. ومن جهته قال رافي ادري رئيس الاتحاد العالمي لليهود ان الطائفة اليهودية المغربية ساهمت في تنمية البلاد واندمجت في الحياة اليومية من دون ان تفقد هويتها. وأضاف المسؤول الاسرائيلي الذي يشغل منصب نائب رئيس الكنيست الاسرائيلي: "لا ننسى ان البذور الاولى للسلم بين العرب والاسرائيليين زرعت في المغرب"، في اشارة الى الدور الذي لعبه المغرب في مفاوضات السلام. واعرب عن أمله بأن يساعد الاتحاد العالمي لليهود المغاربة في ابراز ضرورات وحتمية التعايش السلمي في الشرق الاوسط. وقال روبير اصراف رئيس الاتحاد الدولي ان اللجنة التنفيذية للاتحاد اقرت احداث اثنتي عشرة مندوبية وتعيين مندوبين لها في اسرائيل للمساهمة في دعم مفاوضات السلام، كما اعلن عن احداث منح دراسية للطلاب المتخصصين في درس اليهودية المغربية في جامعات اسرائيلية وفرنسية ومغربية. ومن المقرر ان يستقبل العاهل المغربي الملك الحسن الثاني مساء اليوم وفدا عن المؤتمرين. يذكر ان اعداد اليهود المتحدرين من اصول مغربية تقلص بصورة ملحوظة في السنوات الاخيرة، وكانت اول هجرة جماعية بدأت في الستينات حين غادر أكثر من 60 الف يهودي المغرب، مما شكل وقتذاك نحو 50 في المئة من نسبة اليهود المغاربة. وفي عام 1967 هاجر عشرات الآلاف من اليهود، لكن ذلك لم يحل دون بقاء اعداد منهم يزاولون حياة عادية، ويحتلون مناصب رفيعة المستوى. وذكرت مصادر رسمية في الرباط ان التظاهرة ذات طابع انساني تركز على ترسيخ العلاقات بين الرعايا المتحدرين من اصول يهودية، لكنها رأت ان حشد التأييد لمساعي احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يشكل احد أبرز الملفات التي يناقشها المؤتمر.