استقبل الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي أمس النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز في اليوم الثالث لزيارته لإيران. وأكد خاتمي بعد اللقاء أن زيارة الأمير سلطان والزيارة التي كان ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قام بها اثناء انعقاد المؤتمر الإسلامي في طهران والاتصالات الهاتفية و"المراسلات بيني وبين الأمير عبدالله" تؤكد "ان البلدين عاقدان العزم على تطوير علاقاتهما والعمل على ترسيخها". وقدم الأمير سلطان للرئيس خاتمي هدية عبارة عن مجسم مصغر للحجر الأسود، وقال: "اعتقد ان هذه الهدية محببة إلى نفسكم وإن شاء الله سترون هذا الحجر عياناً عند زيارتكم المرتقبة للسعودية"، فرد خاتمي: "الهدية الكبرى هي زيارتكم لنا في إيران". وأكد خاتمي في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء، ان زيارتي الأمير عبدالله والأمير سلطان لإيران "شكلتا خطوة كبيرة في تطوير العلاقات وتمتينها بين البلدين"، ووصف السعودية بأنها "البلد الطيب الشقيق". وحضر المقابلة الفريق الأول الركن المتقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن سعود والأمير مشعل بن عبدالله والأمير فيصل بن سلطان ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الدكتور عبدالله التركي ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب النفيسة والسفير السعودي في إيران عبداللطيف الميمني، ومن الجانب الايراني النائب الأول للرئيس حسن حبيبي ووزير الدفاع الإيراني الادميرال علي شمخاني ومدير مكتب الرئيس السيد ابطحي والسفير الإيراني في السعودية محمد رضا نوري شهرودي. وقال خاتمي للأمير خالد بن سلطان: "انتم شخصية بارزة في المنطقة من خلال تميزكم العسكري والفكري". وبعد اللقاء، عقد الرئيس والأمير سلطان جلسة محادثات مغلقة استمرت نحو نصف ساعة، واعتبر خاتمي أبرز ما جاء في المحادثات هو "تأكيد الإرادة الجادة والصادقة في تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيزها". ووصف السعودية وإيران بأنهما "البلدان الإسلاميان المهمان في العالم وهما يسعيان إلى تطوير علاقاتهما في كل المجالات والجوانب التي تخدم مصالح البلدين". وشدد الرئيس الإيراني على أنه "ليست هناك عوائق أمام تطور التعاون بين البلدين في كل المجالات، إنما يهمنا كلينا المصالح المشتركة ومصالح الأمة الإسلامية والاحترام المتبادل بين البلدين". وقال الأمير سلطان إن المحادثات ركزت على "خدمة الإسلام وصالح المنطقة كلها، وكان لقائي مع فخامة الرئيس ومع كل الذين قابلتهم خلال اليومين الماضيين، لقاءات مودة وإخاء وتفاهم وتبيان للصداقة السعودية - الإيرانية المتطورة إن شاء الله". ويلتقي الأمير سلطان اليوم مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، واعتبرت مصادر ديبلوماسية في تصريحات إلى "الحياة" ان هذا اللقاء "سيكون مهماً وسيؤكد بوضوح توافق التيارات الإيرانية في الانفتاح على العلاقات مع السعودية، إضافة إلى اللقاء مع رئيس مجلس الشورى البرلمان الإيراني ناطق نوري الذي سيتم غداً أيضاً". وسألت "الحياة" وزير الدفاع الإيراني عن توافق رغبة التيارات الإيرانية في علاقات قوية مع السعودية، فأجاب: "لدى الجميع الإرادة السياسية لتوثيق العلاقات مع السعودية. وهذا يضم كل التيارات من محافظين واصلاحيين".