مرة واحدة في العمر يأتي الحب الكبير في وقتٍ لا تتوقعه أيامنا. ربما في مكانٍ لا تعهده عيوننا، هو ليس كالربيع إذا تجاهلناه هذه السنة نلقاه السنة المقبلة. لا وليس كالشمس متى غابت عادت لتشرق من جديد. فالحب الكبير يأتي مرة واحدة في العمر، فانتظره حتى إذا طرق باب قلبك بفرح دعه يدخل، إفرش له أحلامك الوردية، واسهر أنت بشوق لياليه الدافئة لئلا يهجرك بلا عودة ويتركك في خريف دائم. أما إذا أتاك حزيناً فاعزف له على أوتار قلبك ألحان الألم، وإبكِ دموعه المشتاقة. كن صدى لأناته ورصيفاً لضياعه فلربما يرى في عيونك شاطئاً أميناً لمركبه التائه. فالحب الكبير تراه في بريق العيون، في الإبتسامات العاشقة، الهملسات الدافئة والكلمات الخفية. في وردةٍ تُهدى لكَ بصدق، في أغنية تطرب لسماعها. في صور وذكريات تسافر بك الى البعيد. صاحب الجلالة يأتي في لحظة ما على غفلة ومن دون مقدمات. في لحظةٍ دامعة أو فرحة. عندها تصير الابتسامات حدثاً مهماً، والنظرات مغامرة مشوقة عندها تتحول الأغنيات رسائل خاصة موجهة إلينا أو الى من نعشق. عندما يأتي الحب الكبير تتمنطق الكلمات العادية فترسلها العيون اشارات ووعوداً وألغازاً. وترقص خفقات القلب على سمفونيات الربيع، دقاتٍ تلو الدقات وأنغامٍ تلو الأنغام. عندها فقط يأتي الحب الكبير متجاهلاً كل المواعيد. بيروت - جورج الحوراني