كافح الجيش الهندي أمس ل «تطهير» قاعدة جوية قرب الحدود مع باكستان، بعد هجوم شنّه مسلحون السبت، يُرجّح أنهم من تنظيم «جيش محمد» الذي يتخذ باكستان مقراً، وأسفر عن مقتل سبعة جنود. وبعد نحو يومين على اقتحام المسلحين قاعدة «بتنخوت» في ولاية البنجاب شمال الهند، وإعلان مقتل أربعة منهم ليل السبت، ذكرت الشرطة أن جنوداً تعرّضوا لرصاص، خلال إزالة ألغام، ما أدى الى مقتل مقدّم في «حرس الأمن القومي»، وحدة النخبة في الهند. ونسبت وكالة «فرانس برس» إلى مصدر في الشرطة الهندية قوله إن مسلحَين آخرين قُتلا أمس، بعد اربع ساعات على كشف موقعهما. وأشارت إلى «تفتيش دقيق» للقاعدة، لتأكيد خلوّها من أي مهاجم. وكان وزير الداخلية راجيف مهريشي أعلن العثور على مسلحَين أمس، مرجّحاً أن يكونا حوصرا في منطقة حرجية، كما توقّع «تحييدهما». وأشار إلى أن السلطات الهندية كانت تلقّت الجمعة الماضي تحذيراً من هجوم إرهابي محتمل في «بتنخوت»، مضيفاً أن المراقبة الجوية في القاعدة رصدت المسلحين خلال دخولهم المجمّع، فتصدت لهم القوات الهندية بحيث منعتهم من «التحرّك نحو ما يُرجّح أنه الهدف المقصود». والقاعدة الجوية مساحتها كيلومترات، بما في ذلك غابات، وتحوي أسطولاً من مقاتلات روسية من طراز «ميغ -21» ومروحيات هجومية، إضافة إلى معدات عسكرية أخرى. وأعلنت وزارة الدفاع أن لا طائرة أو معدات عسكرية تعرّضت لأضرار خلال الهجوم، علماً أن القاعدة التي تبعد 25 كيلومتراً عن باكستان، تقع على طريق سريع يربط كشمير المقسمة الى شطرين، هندي وباكستاني، ويطالب الجانبان بالسيادة عليها. وأعلنت الشرطة أنها تحقّق لمعرفة هل جاء المسلحون من الجزء الهندي من كشمير، أو من باكستان. ويشهد الشطر الهندي من الإقليم عمليات مسلحة لانفصاليين إسلاميين، يقاتلون منذ عام 1989 من أجل الاستقلال، أو الانضمام إلى باكستان، في نزاع أوقع حوالى مئة ألف قتيل. وتتهم نيودلهي إسلام آباد بتسليح المتمردين وتدريبهم، وهذا ما تنفيه باكستان، علماً أن البلدين خاضا، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، ثلاث حروب بسبب كشمير. وبين الفصائل المقاتلة في كشمير، «جيش محمد» المحظور في باكستان، والذي يُرجّح أن يكون المسلحون الذين اقتحموا القاعدة الجوية، من أفراده. وكانت الهند حمّلت التنظيم مسؤولية هجوم وقع عام 2001، مسفراً عن مقتل 11 شخصاً وكاد يسبب نزاعاً مسلحاً بين نيودلهي وإسلام آباد. وكان المسلحون تنكّروا بزي الجيش الهندي، واقتحموا القاعدة قبيل فجر السبت، فيما كان أفراد يُعدّون الفطور. وأعلنت الشرطة انهم كانوا صادروا سيارة شرطي، ودخلوا القاعدة بواسطتها. ودامت المعركة الأولى مع المسلحين نحو 14 ساعة، وأعلن سلاح الجوّ بعدها بدء عمليات لتأكيد خلو القاعدة من أي مسلح. لكن عدد القتلى من الجنود ارتفع إلى سبعة أمس، إضافة إلى 20 جريحاً، بعد اكتشاف مسلحَين آخرين. وأحد القتلى هو سوبيدار فاتح سينغ الذي نال ميدالية ذهبية في أول بطولة رماية في دورة ألعاب الكومنولوث، والتي نُظمت عام 1995. وأعلن مودي أن الجيش الهندي لم يسمح ل «أعداء الإنسانية» الذين هاجموا القاعدة، بإنجاح عمليتهم، فيما دانت باكستان الهجوم «الإرهابي»، مؤكدة عزمها على تعزيز العلاقات مع نيودلهي، وإنهاء التوتر بين الجانبين. وعلى رغم أن محتجين تجمّعوا خارج القاعدة، أحرقوا علم باكستان، إلا أن الهجوم اعتُبر محاولة لتقويض تحرّكات ديبلوماسية إيجابية بين نيودلهي وإسلام آباد، اذ وقع بعد أسبوع على زيارة مفاجئة لمودي الى باكستان، كانت الأولى لرئيس وزراء هندي منذ 12 سنة، التقى خلالها نظيره الباكستاني نواز شريف. وانتقدت الولاياتالمتحدة الهجوم «الشنيع»، داعية «دول المنطقة» الى «العمل معاً للقضاء على الشبكات الإرهابية».