حرصت الجزائر على التأكيد أن رسالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الموجهة إلى ملك المغرب محمد السادس، كانت واضحة ومفادها أن الجزائر راغبة في التعاون مع الرباط في جميع المجالات، وقالت مصادر مأذون لها ل «الحياة» إن «الجانب المغربي يدرك جيداً طبيعة التعاون الذي تنشده الجزائر بدفع العلاقات نحو مستواها العادي أولاً» مستبعداً مناقشة ملف الحدود البرية المغلقة. وظهرت بوادر انفراج في العلاقات الجزائرية - المغربية، مع بروز إشارات إيجابية بين البلدين لترميم العلاقات. وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إن بلاده ترغب بتوثيق التعاون مع الرباط. وشرح لعمامرة أن بوتفليقة، بعث برسالة إلى محمد السادس، بمناسبة احتفال المغرب بالذكرى ال63 لثورة الملك والشعب «تعبر عن رغبة الجزائر في توثيق التعاون مع المغرب». ونشرت الرئاسة الجزائرية مضمون الرسالة التي جاء فيها: «أغتنم هذه الفرصة السانحة الطيبة لأجدد لكم حرصنا الدائم وعزمنا الثابت على العمل مع جلالتكم من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتضامن الثابتة التي تربط شعبينا الشقيقين بما يستجيب لتطلعاتهما في التقدم والرقي والازدهار». ورد الملك على رسالة بوتفليقة، خلال خطاب له في المناسبة، قائلاً إننا «نتطلع إلى تجديد الالتزام والتضامن الصادق، الذي يجمع على الدوام، الشعبين الجزائري والمغربي، لمواصلة العمل سوياً، بصدق وحسن نية من أجل خدمة القضايا المغاربية والعربية، ورفع التحديات التي تواجه القارة الأفريقية». ودرج قائدا البلدين سابقاً على تبادل التهاني في المناسبات الوطنية والتاريخية في كل من المغرب والجزائر على رغم الفتور الذي يطبع العلاقات الثنائية لكن إعلان الجانبين في شكل متزامن عن الرغبة في توثيق التعاون يُعد من المبادرات النادرة. وأفاد مصدر مأذون له ل «الحياة» بأن ما تقترحه الجزائر معلوم بالنسبة إلى الرباط. وأضاف أن «العلاقات مرشحة لتصبح أكثر من عادية إذا التزمنا سوياً بخريطة التعاون التي رسمها قادة البلدين»، قاصداً تبادل الزيارات الرسمية بين المسؤولين والوزراء، لكن المصدر ذاته استبعد تغيّر موقف الجزائر من ملف الحدود «لأن الظروف التي أدت إلى غلقها مستمرة».