أكدت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" امس ان المؤشرات الميدانية الواردة على بيروت، من بلدة جزين التي تسيطر عليها القوات الاسرائىلية تشير الى ان هناك توجهاً جدياً لدى الاسرائيليين و"جيش لبنان الجنوبي" الموالي لهم، للانسحاب من البلدة، في وقت قريب. راجع ص 4 وقالت المصادر ان المعلومات الواردة من البلدة، عن تحضيرات لإخلائها، جعلت المسؤولين يعتبرون، للمرة الاولى ربما، ان انسحاب "الجنوبي" الذي زار قائده اللواء أنطوان لحد اسرائيل وأبلغ الى وزير الدفاع موشي أرينز نيته سحب قواته، قريب جداً. وكانت المعلومات الميدانية افادت ان قوات لحد التي بدأت اول من امس بنقل عائلات بعض عناصرها وأمتعتهم من جزين الى مرجعيون، واصلت امس نقل هذه الامتعة فضلاً عن انها فككت امس هوائياً للاتصالات اللاسلكية، اضافة الى عمود ارسال تابع ل"تلفزيون الشرق الاوسط" الناطق باسم هذه القوات. وفي وقت اشارت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب إيهود باراك وافق على خطوة الانسحاب من البلدة، التي اقترحها منسق الانشطة الاسرائيلية في لبنان أوري لوبراني، فإن مصدراً حكومياً في بيروت نفى ما ذكرته الصحيفة عن اتصالات بين لبنان واسرائيل حول الانسحاب. وكان السفير الاميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد التقى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري اول من امس وبحث معهما في الانباء عن الانسحاب، وبقي على اتصال مع رئىس الحكومة الدكتور سليم الحص. ونفت المصادر الرسمية ل"الحياة" ان يكون لبنان تبلغ اي شيء عن الانسحاب من اي اتصالات ديبلوماسية. وقالت: "في اي حال لبنان لم يقم بأي اتصالات. ومعلوماتنا عن توجه جدي للانسحاب ميدانية". وأضافت "ابقوا على حواجز جيش لحد في البلدة ومرابض المدفعية، ولكن يمكنهم سحبها في ساعات قليلة اذا قرروا اخلاء البلدة. وهذا يمكن ان يحصل في اي وقت". وبقي نواب جزين وفاعلياتها على اتصال مستمر بكبار المسؤولين، وحتى مع عدد من سفراء الدول الكبرى، اضافة الى قيادة "حزب الله". وعلمت "الحياة" ان الدولة اللبنانية لن تفاوض على الانسحاب الاسرائىلي من جزين او تلتزم ادخال الجيش اللبناني الى هناك تاركة الامن فيها بعد الانسحاب لقوة من الجيش اللبناني موجودة اصلاً هناك، من ابناء المنطقة.