القى فهد الغشيان، مهاجم الهلال المحترف حالياً في صفوف أ. زد. الكمار، في حديثه مع "الحياة" الضوء على تجربته الاحترافية السعودية ثم الهولندية مبيناً اختلاف الارضية التي تحكمها على ضوء اختلاف التعامل الاداري. تحدث الغشيان عن اختلاف وجهات النظر الذي يتحول في الهلال الى "خلاف"، مشيراً الى ان مسؤولي الهلال كانوا يسخرون من فكرة ان يطلب من لاعب الاحتراف في اوربا مع انه موقوف عن المباريات. وتحدث ايضاً عن اختلاف طرق التدريب 180 درجة في الكمار عنها في الهلال... ففي الاول يتم كل شيء بدقة، بالدقيقة والثانية، حيث يبدأ التدريب اليومى في العاشرة صباحاً وينتهى في الواحدة والنصف ظهراً، ثم يعقبه غداء جماعي اجباري في النادي. واشار الغشيان الى انه لايمكن التطرق الى طريقة تعامل اللاعب مع تجربة الاحتراف من دون التطرق الى طريقة التعامل الاداري في النادي مع هذه التجربة، وكأنه يريد ان يقول ان الادارة هي سبب نجاح او فشل التجربة، مشيراً الى وجود نواقص كثيرة كنقص العقلية الادارية في الاندية في ما يخص الاحتراف، واشار ايضاً الى الطريقة البرازيلية التي وصفها بالعقيمة والتي يتبعها المدربون في السعودية، وقال انها "كسل في كسل"، حيث لا يوجد فيها نظام ولاجري ولا تقنية كروية متطورة، بعكس الطريقة الهولندية التي وصفها بأنها من افضل الطرق في العالم خصوصاً عندما يقابل الهولنديون فريقاً اخر حيث تستمع بالتنظيم داخل الملعب وبالتقنية الكروية المتطورة. أعطى فهد الغشيان، في اول حديث صحافي معه بعد احترافه في هولندا، تفسيراً اخر لطريقة التعامل الاداري مع تجربة الاحتراف، مشيراً الى تغيير الاندية السعودية نظام حياة اللاعب واللجوء الى المعسكرات بسبب خسارة مباراة او بطولة، بينما الامر، كما قال، يستدعى السير على نهج ثابت منظم ومدروس لا تهده خسارة طارئة لا بد ان يواجهها كل فريق. وتبادر الى ذهنى وانا اقرأ الحوار مع المحترف ا. زد . الكمار، تحقيق كتبه محمد حمادة عن يوسف الثنيان لاعب الهلال، الذي رفض اجراء تمارين صباحية مع المدرب السعودي خليل الزياني بحجة انه لم يترك المدرسة "الا لانها كانت تفتح ابوابها صباحاً"! وتبادر الى ذهنى ايضاً سامى الجابر محترف الهلال الذي ترك فريقه في مباريات الحسم متوجهاً الى باريس في اجازة قصيرة، وكذلك لاعب الوسط الهلالي خالد التيماوي التي استغرقت مراسم زواجه شهرين كاملين لم يشارك خلالها في اي مباراة رسمية. لعل ما يتبادر الى ذهنى دائماً وابداً، هو ان طريقة تعامل ادارات الاندية السعودية مع تجربة الاحتراف عامل اساسي في نجاح او فشل محترفيها في خوض التجربة... فتسيب المحترفين واهمالهم واجباتهم، وعدم انضباطهم داخل وخارجه، هو افراز مباشر لعمل الادارة التي لا تفهم من الاحتراف احياناً الا انه اجازة كروية مدفوعة الاجر. ولعل النضج الاحترافى الذي عرضه فهد الغشيان في حديثه الى "الحياة" يركز الضوء على دور الادارة في انجاح او افشال التجربة الاحترافية.