تركزت المحادثات التي اجراها رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضيفه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في أبو ظبي أمس على تنقية الاجواء العربية والتوصل الى تضامن عربي فاعل وبحث مختلف القضايا العربية والدولية، فيما برزت مؤشرات الى ان مسائل التعاون الثنائي، بما فيها تقديم مساعدات اماراتية لليمن كانت في صلب المحادثات بين الرئيسين. أجرى رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان محادثات مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فور وصوله الى أبو ظبي ظهر امس تركزت حول القضايا العربية والدولية الراهنة، اضافة الى قضايا التعاون الثنائي بين البلدين. وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات ان المحادثات جرت حول ضرورة تصحيح الوضع العربي، وتحقيق التضامن بين الدول العربية وكل ما يهم الأمة العربية ويخدم قضاياها ويسهم في تضامنها. وتبادل الرئيسان الآراء حول الجهود الرامية لتنقية الاجواء العربية والتوصل الى تضامن عربي حقيقي وفعال على اسس واضحة. وكان الرئيس اليمني صرح لدى وصوله الى أبو ظبي ان زيارته للامارات تأتي في اطار التشاور وتبادل وجهات النظر ازاء مختلف القضايا والتطورات العربية والاقليمية والدولية الراهنة التي تهم الأمة العربية والاسلامية، وفي مقدمتها بحث السبل الكفيلة لاستعادة التضامن ووحدة الصف العربي. وأضاف ان محادثاته مع الشيخ زايد تتناول تنسيق جهود البلدين من اجل تنقية الاجواء العربية، وتحقيق التقارب والتفاهم وتعزيز مسيرة التضامن بين الاشقاء في الوطن العربي، واعرب عن تفاؤله بأن المستقبل القريب سيشهد المزيد من النتائج الايجابية المبشرة باتجاه طيّ صفحة الماضي المؤلمة والتطلع نحو غد عربي جديد، وتجاوز الاحباطات بما يعزز الدور العربي ازاء مختلف التغيرات والتطورات الدولية المتسارعة. ولفت مراقبون الى ان الحديث عن عقد قمة خماسية تضم ما يعرف بدول الطوق، التي كشف الرئيس المصري حسني مبارك عن جهود لعقدها للبحث في مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط عقب نتائج الانتخابات الاسرائيلية أعادت الى الساحة مسألة عقد قمة عربية موسعة تدعو لها الامارات منذ فترة طويلة، ودعا لعقدها اليمن العام الماضي، حيث انتهت الدعوة اليمنية بعقد لقاء وزاري تشاوري عربي رأى استحالة عقد قمة موسعة في حينه. ولكن المسؤولين الاماراتيين واليمنيين لم يعطوا أية مؤشرات واضحة عن البحث في مسألة عقد قمة عربية موسعة واكتفوا بالحديث عن وحدة الصف والتضامن العربي. وذكر الشيخ حمدان بن زايد ان الرئيس علي عبدالله صالح أعرب عن تقديره للمواقف القومية لرئيس دولة الامارات ومساعيه الخيرة لتحقيق الوفاق العربي والحفاظ على وحدة الصف. وقد خصص الرئيس صالح معظم بيانه الصحافي الذي وزع لدى وصوله الى أبو ظبي للحديث عن "مآثر ومواقف الشيخ زايد تجاه اليمن وشعبه واسهاماته السخية من أجل دعم مسيرة التنمية والبناء في اليمن. وقال ان سدّ مأرب التاريخي وغيره من المشاريع التنموية في اليمن ستظل شاهداً على ما قدمه الشيخ زايد من عطاء سخي من أجل اشقائه في اليمن. وأضاف ان "محادثاتي مع الشيخ زايد ستركز حول كل ما يهم العلاقات الاخوية بين بلدينا الشقيقين وسبل تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية". وقد انعكست هذه الرؤية في الوفد الذي رافق الرئيس صالح الى أبو ظبي والذي ضم وزيري الخارجية عبدالقادر باجمال والمالية علي صالح السلاحي. وتقول مصادر مطلعة ان أبو ظبي أبدت اهتمامها بمواصلة تقديم المساعدات وتنفيذ عدد من المشاريع التنموية في اليمن، ولفتت الى ان الشيخ زايد أعاد بناء سد مأرب في عام 1984 بكلفة 105 ملايين دولار، فيما قدم صندوق أبو ظبي للتنمية مساعدات لمشاريع اقتصادية وتنموية وخدمية في اليمن بقيمة 110 ملايين دولار في السنوات الأخيرة.