أمام كل قافلة وراء كل قافلة امرأة مسائلة تستفتي الظلَّ إذا ساورها الريب ولا ظلَّ أرى كي أسأله. *** امرأة أزمانها محتملة... تبحث عن ماضٍ تعدَّاها وعن غدٍ تعي مستقبِلَه تبحث عن ذاتٍ رأتها ذات حلم مقبِلة فاستنفرت كلَّ الذي في بالِها واستعجلت... ولم يكن من حالِها أن تبعثَ الماضي ولا أن تقسر الحاضر أو ترسل للقادم ما تحلمُ في رسالةٍ مستعجلة... * إمرأة مؤجَّلة... كل الذي تملكُ أن تبصرَ ما لا يبصرُ القومُ وإذ تعلن: "أني لأرى ما لا يرى غيري"... ينادون بها كي تُصلبَ الرؤيا على أشجارها صامتة مكبّلة *** امرأة مولولة... منذ قرونِ الصمت أو منذ قرون القول... شاءت أن ترى - مأساتهم أن تبصر المرأة أو تسألَ عما تسأله، كلُّ كيان القوم ان القوم لا يرضون منها مسألة - قالت لهم فاستنكروا أن تلمس الحاضر، والماضي الذي حُنِّط ما زال بها يضمنُ أن تبقى - كما شاؤوا لها - عاجزةً ومُثقلة * منذ قرون الطير إذ صالت بها العنقاء من بطن الرماد المرِّ تبني عشَّها كيما يعيدوها لنار الرفض تذروها رماداً مجفلة * منذ قرون الرؤية الزرقاء أو قافيةِ الخنساء كانت بينهم تصرخُ لا يسمعها القوم ولا آذانهم تطلقُهم من ساحة محتفلة *** وها أنا... ما زلتُ... يا حذام عارفةً عارمةً مرتحِلة... ما زلتُ... يا حذام قافيةً عاصفةً مشتعلة * حذامُ... يا حذام يا صادقة الكلام يا مرفوضة الكلام أمّاه... يا أمّاه إرثي قاتلٌ يحرمُني ظلال أي قافلة